في ذكرى النكبة.. مقاومة مستمرة وحق لن يضيع بالتقادم
فلسطين المحتلة-15-5-2023
د. معن سليمان
تعدّ نكبة فلسطين عام 1948، من الأحداث المفجعة التي لا تزال ماثلة في الوعي العربي والفلسطيني بشكل خاص، فالفلسطينيون يواصلون المقاومة والصمود والعيش في ظل نتائجها التي شملت التطهير العرقي والهجرة القسرية، والقتل والإبادة الجماعية، والتدمير وتهويد المدن والأماكن المقدّسة منذ ذلك العام إلى اليوم.
ففي يوم 15 مايو عام 1948، أي بعد يوم من انتهاء الانتداب البريطاني رسمياً على فلسطين، أعلن المجلس القومي اليهودي عن إقامة ما يُسمّى “إسرائيل”، وعن عمل المجلس كحكومة مؤقتة برئاسة الإرهابي ديفيد بن غوريون، فكان ذلك اليوم المشؤوم نكبة حقيقية ألمّت بالعرب الذين يحيون ذكراها كل عام لشحذ الذاكرة العربية، وتسليط الضوء على جريمة بحق الإنسانية طالما سعى العدو الصهيوني إلى إخفائها والتعتيم عليها طيلة العقود السالفة.
لقد نجم عن تأسيس الكيان الإرهابي الصهيوني في فلسطين مذابح ارتُكبت بحق المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، فعشية احتلال فلسطين قامت العصابات الصهيونية بعدد كبير من المذابح والمجازر في سبيل إقامة الكيان الإرهابي، وترويع الفلسطينيين ودفعهم إلى ترك أراضيهم وممتلكاتهم حتى يتسنى للصهاينة الاستيلاء عليها، ومن المجازر التي ارتُكبت عشية احتلال فلسطين عام 1948 يذكر على سبيل المثال لا الحصر: مذبحة منصورات الخياط 18 يناير، ومذبحة قيصارية 15 فبراير، ومذبحة خربة ناصر الدين 12 أبريل، ومذبحة حوشا 15 أبريل، ومذبحة الوعرة السودا 18 أبريل، ومذبحة صيفا 21 من نفس الشهر، ومذبحة الحوسينية 21 أبريل، ومذبحة بلد الشيخ 25 أبريل، ومذبحة العباسية 4 مايو، ومذبحة بيت دارس 11 مايو، ومذبحة عين الزيتون 12 مايو، ومذبحة أبو شوشة 14 مايو، ومذبحة الكبرى 21 مايو، ومذبحة الطنطورة 21 مايو، ومذبحة قزازة 9 يوليو، ومذبحة ليدا 10 يوليو، ومذبحة أسدود 28 أكتوبر، ومذبحة الدوايمة 29 أكتوبر، ومذبحة عيلبون 29 أكتوبر، ومذبحة الجش 29 أكتوبر، ومذبحة الكروم 29 أكتوبر، ومذبحة صفصف 29 أكتوبر، ومذبحة عرب السمنية 30 أكتوبر، ومذبحة صليحة 30 أكتوبر ، ومذبحة سعسع 30 أكتوبر، ومذبحة الخيصاص 18 ديسمبر. وبالطبع لا يمكن نسيان مذبحة دير ياسين في نيسان عام 1948، التي تمثلت فيها عقلية القتل والإبادة الجماعية المتأصلة في الصهيونية، فكراً وممارسة، في أبشع صورها.
وبالرغم من سلسلة الجرائم وعمليات الطرد والتهجير التي مارستها العصابات الإرهابية الصهيونية، فإن الكيان العنصري الصهيوني واصل عبر السنين عمليات الطرد والتهجير، وارتكاب المجازر، فكانت مجزرة كفر قاسم في 29 أكتوبر عام 1956، ثم كانت مجزرة قبية، والسمّوع، وقرى الجليل في عام 1976، ووادي عارة عام 2000، ومخيم جنين عام 2002، وغزة أواخر عام 2008 وبداية عام 2009، بالإضافة إلى أعمال القتل والتدمير الكثيرة التي لا نهاية لها والمتواصلة في غزة إلى اليوم والضفة الغربية وبقية فلسطين المحتلة.
وبالرغم من انفلات الارهاب الصهيوني، فإن جيل الغضب الفلسطيني يرفع راية الآباء ويواصل بكل إيمان وإصرار وتحدٍّ مقاومة الاحتلال والآلة الارهابية الصهيونية في امتداد للكفاح الذي جسده الجيل السابق حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر غصبا عن العملاء والمنبطحين العرب وعجائز الجامعة العربية.
