أخبار العالمالشرق الأوسط

في ذكرى العدوان الصهيوني على الأمة العربية عام 1967

دمشق-سوريا-05-6-2023

في مطلع العام 1967، تكثفت عوامل عديدة كانت توحي بقيام حرب شاملة ضد الأقطار العربية المجاورة لكيان الاحتلال الصهيوني الذي شرع في تنفيذ مشروعات تحويل المياه العربية، وفي الوقت نفسه أخذ ينتهز الفرصة المناسبة لضرب مصر وقيادتها السياسية التي قامت بدور رئيسي في تجميع الحشد العربي في مؤتمرات القمة ضد الكيان الصهيوني ومشروعاته، وحاولت التغلّب على الخلافات بين الأقطار العربية لتوجيه الجهود ضد العدو المشترك.
وفي صباح يوم الخامس من يونيو 1967، بدأت قوات الاحتلال عدوانا شاملا على مصر وسوريا والأردن، في الوقت الذي كان فيه نائب الرئيس المصري في الولايات المتحدة للبحث في الحلّ السياسي للأزمة، استجابة لدعوة الرئيس الأمريكي جونسون، ما يشير إلى الدور الدبلوماسي الأمريكي المخادع لتنفيذ العدوان.

دامت الحرب حتى يوم الحادي العاشر من يونيو وانتهت بعد توجيه ضربة عسكرية قوية لجيوش ثلاث دول عربية واحتلال العدو الصهيوني قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وكامل الضفة الغربية لنهر الأردن وجزء من هضبة الجولان السورية ومدينة القدس.

أذهلت الهزيمة العرب وقرّروا تجاوز آثارها السلبية من خلال العمل على بناء القوى العسكرية وتدعيمها وخلق الظروف العلمية اعتمادا على الطاقات الشبابية لمواجهة التحديات، وكان انعقاد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم ما بين 29-31 أغسطس عام 1967 الذي تقرّر فيه تضافر الجهود وتوحيدها لإزالة آثار العدوان واسترداد الأراضي والتأكيد على عدم الصلح مع كيان الاحتلال أو الاعتراف به، وعدم التفاوض معه، والتمسّك بحق الشعب الفلسطيني في وطنه.

كذلك كانت مواقف دول المنظومة الاشتراكية واضحة، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الغاصب باستثناء رومانيا. كما أدانت دول عدم الانحياز ومجموعة الدول الافريقية والآسيوية العدوان، وأيّدت العرب في استرداد حقوقهم.

أما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة فقد كان العدوان بمثابة مرحلة جديدة للتأكيد على التحالف الاستراتيجي مع كيان الاحتلال، ليكون اليد الأمريكية الضاربة في الشرق الأوسط، واستغلت هذا التحالف بشكل جيد، لضمان تفوقه العسكري على الدول العربية من خلال الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي اللامحدود الذي أخذت تقدمه أمريكا، وكذلك كانت مواقف الدول الامبريالية الأخرى وخاصة ألمانيا الغربية.

لقد كشفت حرب يونيو عن حقيقة المصير العربي، وأهمية الوحدة العربية، وأخذت تظهر في الأفق فكرة التنسيق بين الدول العربية ودعم العمل الفدائي، وتأكد للجميع أن التوحيد القومي حتمية تاريخية وإن كان الطريق صعبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق