في الذكرى الأولى لسقوط الأسد :”الخريطة الجغراسياسية للشرق الأوسط تتغير…”

قسم البحوث والدراسات 08/12/2025
يحيي الرئيس السوري اليوم الاثنين، الذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام الأسد في المسجد الأموي بالعاصمة دمشق، وتعهّد بإعادة بناء “سورية العريقة” ومواجهة التحديات مع الشعب. وألقى الشرع كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير سورية عبّر فيها عن فخره بما قدّمه السوريون من تضحيات، وما عاشوه من لحظات تاريخية خلال اندحار الظلم واستعادة البلاد عافيتها.
وأكد أنّ “صون النصر والبناء عليه يشكّلان اليوم الواجب الأكبر على عاتق السوريين جميعاً”، مشدداً على أنّ “المرحلة الراهنة تتطلب توحيد الجهود لبناء سورية قوية من شمالها إلى جنوبها”، قائلاً: “سنعيدها قويةً ببناء يليق بحاضرها وماضيها، وبحضارة سورية العريقة، وبنصرة المستضعفين والعدالة بين الناس”. وفي خطابه، دعا الشرع السوريين إلى الثبات على قيمهم ووحدتهم، مضيفاً: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أحد، وسنواجه كل التحديات”.كما كشف عن تفاصيل أول زيارة خارجية له بعد إسقاط النظام إلى المملكة العربية السعودية، حيث أدى العمرة وزار الكعبة في المسجد الحرام، مشيراً إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أهدى إليه قطعة من ستار الكعبة، نُقِشت عليها الآية القرآنية: “وإذ جعلنا البيت مثابةً للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”. وأوضح الشرع أن هذه القطعة ستُثبَّت في المسجد الأموي، “لتكون رمزاً لوحدة المسلمين وامتداداً أواصر المحبة من مكة المكرمة إلى دمشق”.
ومنذ فجر اليوم الاثنين، تجمّع آلاف السوريين في ساحة الأمويين وسط دمشق للاحتفال بذكرى تحرير سورية من نظام الأسد، كما أطلقت المساجد التكبيرات عند صلاة الفجر. ويحتفل السوريون اليوم بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد، في 8 ديسمبر 2024، بعد دخول قوات “ردع العدوان” إلى العاصمة دمشق وهروب الأسد وأركان نظامه.
وقد ظهر الشرع داخل المسجد الأموي في العاصمة، مرتديا الزي العسكري الذي دخَل به المدينة قبل عام، في مشهد أثار اهتماما واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. ويأتي هذا الظهور تزامنا مع ذكرى 8 ديسمبر 2024، تاريخ دخول الثوار السوريين العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام الأسد (2000-2024)، وهو الحدث الذي شكل لحظة فارقة في تاريخ سوريا والشرق الأوسط ككل
تبقى منطقة الشرق الأوسط مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، ف“الشرق الأوسط مهم جدا وليس بالإمكان تجاهله، حيث جاء بالسياسة الخارجية الأميركية انها أعطت، لمدة نصف قرن على الأقل، الأولوية للشرق الأوسط فوق جميع المناطق الأخرى “لأسباب واضحة”، منها أن الشرق الأوسط كان لعقود من الزمن أهم مورد للطاقة في العالم، وكان مسرحا رئيسيا للمنافسة بين القوى العظمى، وكان مليئا بالصراعات التي هددت بالانتشار إلى العالم الأوسع “، واليوم، لم يعد اثنان من هذه الديناميكيات قائمين على الأقل فقد تنوعت إمدادات الطاقة بشكل كبير، وأصبحت الولايات المتحدة مرة أخرى مصدراً صافياً للطاقة.
الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط تغيّرت كلياً منذ السابع من أكتوبر، ولن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً. تعمل إسرائيل اليوم على الحفاظ على الوضع الراهن (Statut quo) الذي صنعته بالشراكة مع الولايات المتحدة، وأي محاولة فعلية لتغيير هذا الواقع ستُواجَه بحرب دموية جديدة، سواء في سوريا أو غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى.
ولا ترى الحكومة الإسرائيلية فرصة مؤاتية أفضل من اللحظة الراهنة للقضاء على حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن وإيران. ومع غياب توازن الردع، والدعم الدولي غير المشروط المبني على المصالح ـ والدليل تمرير قرار مجلس الأمن 2803 بنجاح ـ فإن الميدان في كامل الشرق الأوسط يظل مفتوحاً أمام إسرائيل، وتتسع فرص التوسّع وبناء الخطط الاستراتيجية للسنوات المقبلة على كاهل أمريكا .



