أخبار العالمإفريقيا

“فيلق أفريقيا”: البديل الروسي لفاغنر مقره شرق ليبيا

قسم الأخبار الأمنية والعسكرية

تونس 29-12-2023

“فيلق أفريقيا” مشروع تنوي روسيا تشكيله مع حلول صيف 2024 ليكون بديلا عن مجموعة  فاغنر الخاصة، وهو ما يعكس اتساعا للنفوذ العسكري لموسكو في القارة السمراء عبر حضورها العسكري وإعطائه الصفة الرسمية والعلنية في مواجهة الحضور الغربي.

من بين أهم ما يميز التشكيل العسكري الجديد، ارتباطه بشكل مباشر ماليا وتنظيميا بالنظام الروسي، كما يوضح ذلك أحد مقاتليه بمالي، الذي عمل سابقا في فاغنر، إذ ذكر أن المقاتلين أصبحوا يتلقون تمويلهم من الحرس الروسي، بعد اعتماد تعديلات في ديسمبر سمحت للحرس الروسي بأن تشمل صفوفه تشكيلات تطوعية.

صحيفة “فيدوموستي” الروسية كشفت أن الفيلق سيتواجد في خمس دول أفريقية من بينها ليبيا، هذا وكشفت  تقارير إن وحدات الفيلق الأفريقي تخطط للانتشار في بوركينا فاسو وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، مشيرة إلى أن الفيلق المذكور سيكون تابعا بشكل مباشر لوزارة الدفاع، وأن من سيشرف عليه نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف الذي تعددت زياراته إلى المنطقة خلال النصف الثاني من عام 2023.

سيتشكل “فيلق أفريقيا” من عسكريين نظاميين ومن مسلحي فاغنر السابقين ومجموعات أمنية خاصة تابعة لشركات روسية تعمل في أفريقيا، فيما يشير مراقبون إلى أن مقر الفيلق سيكون في شرق ليبيا. وربط محللون بين مشروع “فيلق أفريقيا” والرحلات التي قام بها يفكيروف إلى دول شمال وغرب أفريقيا، وبين قرار مالي وبوركينا فاسو والنيجر إنشاء التحالف العسكري لدول الساحل الذي لا يمكن الحديث عن التوصل إليه دون التنسيق مع موسكو.

 أن “فيلق أفريقيا” الناشئ لا يشبه شركات الأمن الغربية والآسيوية التي كانت تعمل في أفريقيا منذ 30 عاما، فوهو ليس جهازا أمنيا أو شركة مدربين، بل منتج فريد من نوعه قادر على تنفيذ العمليات العسكرية، ويُعزى حضور روسيا في ليبيا أساسا إلى دورها في أفريقيا، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في ظل مؤشرات على أن أغلب الفاعلين الأساسيين في ليبيا لا يثقون بالوعود الغربية، ويحمّلون واشنطن والناتو المسؤولية كاملة عن حالة الفوضى التي عرفتها بلادهم منذ عام 2011.

تشير المعطيات الواردة بالتقرير وأن عملية التجنيد بدأت في ديسمبر ليس فقط في أفريقيا، بل في روسيا أيضا حيث نشرت إعلانات التجنيد التي نشرت منذ الأيام العشرة الأولى من ديسمبر 2023 على القنوات العسكرية على تطبيق تليغرام، حيث عرض على المتقدمين “الخدمة تحت إشراف قادة أكفاء من ذوي الخبرة القتالية، وتلقي الرواتب بالعملات الأجنبية في الخارج، والحصول على الرعاية الطبية وجميع الامتيازات الاجتماعية”.

استطاعت روسيا في العام الجاري الدخول بقوة إلى عدد من الدول الأفريقية التي كانت تحت الهيمنة الفرنسية ومستعمرات فرنسية سابقا، كبوركينا فاسو والنيجر، بعد أن طورت علاقاتها مع مالي وأفريقيا الوسطى، فيما يبدو أن المنطقة مقدمة على تحولات جديدة سيسعى الروس للاستفادة منها بقوة، لاسيما أن حضورهم في دول الساحل والصحراء يجد دعما من قوى إقليمية مهمة تشترك مع موسكو في تصديها للإرهاب والجماعات الانفصالية.

وبحسب رؤية الكرملين فإن المعارضين الرئيسيين في القارة السمراء للحضور الروسي هم الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، بما في ذلك فرنسا وعلى هذا الأساس ستعمل وزارة الدفاع الروسية على مواجهة النفوذ الغربي وتعزيز مكانة موسكو في أفريقيا.

وتشير تقارير إعلامية روسية إلى أن هدف “فيلق أفريقيا” سيكون المساعدة في مواجهة النفوذ الاستعماري الجديد للغرب على الدول الأفريقية ذات السيادة وستوفر وزارة الدفاع للمنضوين تحت لواء الفيلق أجورا مجزية، ورعاية طبية مجانية، ومستقبلا آمنا لجميع أفراد الأسرة، فضلا عن التأمين على الحياة والتأمين الصحي على حساب الميزانية الفيدرالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق