فرنسا تنشر مقاتلات رافال النووية المسلحة بضواريخ فرط صوتية ASN4G عام 2035

قسم الأخبار الأمنية والعسكرية الدولية 19-03-2025
خلال زيارته للقاعدة الجوية 116 في لوكسويل-سان-سوفير، هوت-سون، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن الصاروخ النووي الأسرع من الصوت ASN4G المستقبلي، المُصمم لتجديد المكوّن الجوي للردع النووي الفرنسي، سينشر في هذه القاعدة بحلول عام 2035.
مقاتلات رافال F5 المتطورة
ولضمان نشره، سيتم أيضًا تخصيص سربين من مقاتلات رافال F5 للقاعدة، مما يُمثل تحولًا كبيرًا في هذا الموقع الاستراتيجي. ويمثل هذا القرار جزءًا من خطة أوسع لتحديث القدرات الجوية الفرنسية، بما في ذلك تسريع طلبات شراء طائرات رافال واستثمار بقيمة 1.5 مليار يورو لتطوير البنية التحتية لتلبية الاحتياجات التشغيلية المستقبلية.
وتقدم طائرة رافال F5، قيد التطوير حاليًا، تطوراتٍ كبيرة في مجالات الاتصال والحرب الإلكترونية والتفوق المعلوماتي. وستكون أول مقاتلة فرنسية تدمج فيها طائرة قتالية مسيرة خفية مُشتقة من برنامج nEUROn، مصممة للعمل جنبًا إلى جنب مع الطائرة لتعزيز الاختراق في البيئات المُتنازع عليها وتوفير قدرات استطلاع مُتقدمة.
وسيحسّن رادار Thales RBE2 XG من الجيل الجديد قدرات الكشف ودمج البيانات، مما يضمن قدرة مثلى على الاشتباك مع التهديدات الحديثة. ستمكّن هذه التحسينات القوات الجوية الاستراتيجية الفرنسية (FAS) من العمل في بيئات متنازع عليها بشكل متزايد مع الحفاظ على قدرتها على الصمود في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المُتطورة.
أهم مميزات طائرة رافال إف 5
من أهم مميزات طائرة رافال إف 5 قدرتها على حمل صاروخ ASN4G، الذي سيحل محل صاروخ ASMPA الحالي. وطورت شركة MBDA هذا الصاروخ الأسرع من الصوت بدعم من ONERAوسيصل إلى سرعات تتراوح بين 6 و7 ماخ باستخدام محرك رام جيت. مما يوفر قدرة غير مسبوقة على اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة.
وسيعزز مداه الذي يزيد عن 1000 كيلومتر المرونة الاستراتيجية لقوات الردع الفرنسية، بينما سيقلل تصميمه الشبحي من كشف الرادار مما يحسن من قدرته على البقاء في بيئات الحرب الإلكترونية.
بالتوازي مع ذلك، تواصل فرنسا تطوير مركبة الانزلاق الأسرع من الصوت V-MAX مع مجموعة أريان، مما يعكس جهدًا أوسع لتنويع وتعزيز قدرات الضربات التقليدية والنووية.
يهدف الاستثمار البالغ 1.5 مليار يورو في قاعدة لوكسويل الجوية إلى تطوير بنيتها التحتية لتلبية المتطلبات التشغيلية الجديدة. ستتضاعف سعة الموقع، ليستوعب أكثر من 2000 عسكري ومدني بحلول عام 2035، مما يعزز دوره في استراتيجية الدفاع الجوي للبلاد.
بالإضافة إلى دورها في الردع النووي، ستواصل القاعدة ضمان مهام “الشرطة الجوية” والمشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وخاصة على الجناح الشرقي للحلف.
ويؤكد دمج مقاتلات رافال F5 وصاروخ ASN4G الأهمية الاستراتيجية لقاعدة لوكسويل في الموقف الدفاعي الفرنسي. حيث تجمع بين جهود التحديث والتكيف مع التحديات الأمنية الناشئة.
إنتاج طائرات رافال
لتلبية الطلب المتزايد على سلاح الجو الفرنسي، ستزيد شركة داسو للطيران إنتاج طائرات رافال، لتصل تدريجيًا إلى معدل خمس طائرات شهريًا. يهدف هذا الجهد الصناعي إلى الحفاظ على إمدادات ثابتة للقوات الفرنسية، مع الوفاء بالتزامات التصدير لشركاء رئيسيين، بما في ذلك الهند ومصر واليونان وإندونيسيا.
في ظل الحشد العسكري المستمر في أوروبا والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تعكس هذه التطورات عزم فرنسا على تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية والحفاظ على قدراتها في الردع النووي في مواجهة التهديدات المتغيرة.
ويتماشى إعلان الرئيس ماكرون مع رؤية بعيدة المدى لتزويد القوات المسلحة الفرنسية بقدرات جوية حديثة تتناسب مع التحديات العملياتية المستقبلية.