فرنسا تعلق عملياتها العسكرية في مالي وتداعيات محتملة
باريس-فرنسا-04 يونيو 2021
في تطور كان متوقعا،أعلنت فرنسا، مساء أمس الخميس، تعليق عملياتها العسكرية المشتركة في دولة مالي.
وقالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن قواتها علقت عملياتها العسكرية المشتركة مع القوات المالية.
وأوضحت الوزارة أن هذا القرار الذي تم اتخاذه بعد مشاورات مع السلطات والجيش في مالي، سيتم تقييمه مرة أخرى خلال الأيام المقبلة.
وتشارك فرنسا بنحو 5100 عنصر في قوّة “برخان” التي تقدّم الدعم لمالي في مواجهة هجمات مسلحة منذ عام 2012، والتي أغرقت البلاد في أزمة أمنية وانتشرت إلى وسطها.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،قد هدد مؤخرا بسحب قوات بلاده من مالي في حال سارت الأخيرة باتجاه ما سماه بـ”الإسلام الراديكالي”.
وكان الإتحاد الإفريقي قد أعلن بدوره، في بيان يوم الثلاثاء الماضي، أنه علق عضوية مالي ردا على الإنقلاب العسكري.
يذكر أن فرنسا التزمت منذ اندلاع أولى شرارات الأزمة الأمنية في منطقة الساحل، بالعمل على كبح جماح التهديد الإرهابي. وفي يناير 2013، تدخّلت فرنسا في شمال مالي عبر عملية “سيرفال” بهدف منع الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم “القاعدة” من السيطرة على البلاد. ومنذ ذلك الحين، توحّدت العمليات الفرنسية تحت اسم عملية “برخان”. وتعمل القوات الفرنسية في هذا الإطار على نحو وثيق مع القوات المسلّحة في منطقة الساحل.
هذا الموقف الفرنسي والحديث عن”الإسلام الراديكالي” في مالي لم يأت اعتباطا، خاصة مع توجه العديد من المسؤولين والقوى السياسية في مالي إلى المراهنة على فتح حوارات مع التنظيمات الإرهابية المتشددة وهو ما ترفضه فرنسا التي يبدو الآن أنها تعاقب هؤلاء المسؤولين وتضعهم وجها لوجه أمام خطر مناورات الإرهابيين.
ومن المتوقع أن تكون للموقف الفرنسي تداعيات خطيرة على مالي حيث قد تستغل الجماعات المسلحة المتطرفة أي فراغ أمني لمزيد التمدد وشن هجماتها الدموية.
بيد أن أي انسحاب كامل للقوات الفرنسية من مالي قد يفسح المجال أمام روسيا لملء الفراغ، بدليل أن عدة مظاهرات أصبحت ترفع شعارات مؤيدة لموسكو، مقابل حرق الأعلام الفرنسية.