فرنسا تؤكد رفضها لأي محاولة ضم في غزة والضفة الغربية وسط تصاعد التوترات

قسم الأخبار الدولية 21/03/2025
أكدت فرنسا، الجمعة، معارضتها القاطعة لأي محاولة إسرائيلية لضم أراضٍ فلسطينية، سواء في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، وذلك ردًا على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أمر الجيش الإسرائيلي بالتوسع في السيطرة على أراضٍ إضافية في غزة، مشيرًا إلى إمكانية ضمها إلى إسرائيل في حال لم تُفرج “حماس” عن الرهائن.
باريس ترفض الضم وتتمسك بحل الدولتين
خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة ديجون الفرنسية، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أن “فرنسا تعارض أي شكل من أشكال الضم، سواء كان ذلك يتعلَّق بالضفة الغربية أو غزة”، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعاد بارو التأكيد على رؤية فرنسا لحل الصراع، قائلًا: “لدينا رؤية واضحة لما ينبغي أن يكون عليه مستقبل المنطقة: حلٌّ قائم على دولتين تعيشان في سلام جنبًا إلى جنب، مع اعتراف متبادل وضمانات أمنية”، معتبرًا أن هذا المسار هو السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار الدائم في المنطقة.
تصعيد إسرائيلي وتهديدات بفرض واقع جديد في غزة
جاء الموقف الفرنسي ردًا على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي قال إنه أصدر أوامر مباشرة للجيش “بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة”، مهددًا بأن “كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت مزيدًا من الأراضي التي سيتم ضمها إلى إسرائيل”.
وأضاف كاتس في بيان رسمي أن إسرائيل قد تفرض احتلالًا دائمًا لمناطق “عازلة” داخل قطاع غزة، في خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة واعتُبرت بمثابة تحدٍّ صارخ للقوانين الدولية التي تعتبر أي ضم للأراضي بالقوة غير شرعي.
موقف دولي متصاعد ضد الضم
تزامن الموقف الفرنسي مع تصاعد ردود الفعل الدولية الرافضة لأي محاولة إسرائيلية لفرض سيطرة دائمة على أجزاء من غزة، حيث شددت الأمم المتحدة ودول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا وإسبانيا، على رفضها لأي إجراء يُخلّ بالوضع القانوني للقطاع، مشيرة إلى أن أي تغيير في حدود غزة أو الضفة الغربية يجب أن يكون ضمن إطار حل تفاوضي وليس عبر إجراءات أحادية الجانب.
دلالات التصعيد وتأثيره على مستقبل غزة
يثير هذا التصعيد الإسرائيلي تساؤلات حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وسط مخاوف متزايدة من محاولات فرض واقع جديد على الأرض، سواء عبر إقامة مناطق أمنية إسرائيلية دائمة أو تقليص المساحة الجغرافية للقطاع، ما قد يؤدي إلى تعقيد أي جهود مستقبلية للتوصل إلى حل سياسي شامل.
وفي ظل هذه التطورات، يظل موقف المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الأوروبية، عاملًا حاسمًا في الضغط على إسرائيل لعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى تصعيد أكبر، في وقت تعاني فيه المنطقة بالفعل من وضع إنساني كارثي وتوترات سياسية متزايدة.