غضب ليبي بعد تصريحات مسيئة من أحد المشاركين في «قافلة الصمود» العالقة بين سرت ومصراتة

قسم الأخبار الدولية 16/06/2025
أثار تسجيل فيديو نشره أحد المشاركين في «قافلة الصمود» المتجهة من تونس إلى معبر رفح، عاصفة من الغضب في ليبيا، بعدما قال فيه: «أينما يتم إيقافنا فتلك حدود إسرائيل»، ما اعتبره ليبيون إهانة صريحة للسيادة الوطنية.
القافلة، التي انطلقت من تونس وتحركت عبر الأراضي الليبية، توقفت عند منطقة بويرات الحسون القريبة من مصراتة بعد أن منعتها سلطات شرق ليبيا من دخول سرت، فيما قالت القافلة إنها منعت لاحقاً من العودة إلى مصراتة، وهو ما نفاه عميد بلدية المدينة، محمود السقوطري، مؤكداً أن موقع التخييم اختير برغبة من المشاركين، وأن البلدية تدعم القافلة بالكامل.
ومع تصاعد التوتر، سارعت تنسيقية القافلة إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الشعب الليبي، موضحة أن التصريحات المسيئة صدرت عن مواطن تونسي يدعى زمال بكاري، لا ينتمي للقافلة رسمياً، وأنه استغل الأزمة للتشويش والإساءة، مؤكدة أن القافلة ليست جزءاً من أي حملة تحريضية، ودعت إلى تجاهل ما وصفته بـ«التفاهات المشوشة».
لكن هذا الاعتذار لم يُرضِ العديد من الليبيين، من بينهم الإعلامي يوسف حسيني، الذي وصفه بـ«الناقص»، واعتبر أن بعض المشاركين خرقوا القانون وتقاليد الضيافة، مطالباً بتوثيق الخروقات وتقديم تقرير رسمي إلى دول الجوار، ومنع المسيئين من دخول ليبيا مستقبلاً. كما تساءل الإعلامي خليل الحاسي عن مدى قبول الليبيين لوصف أراضيهم بأنها إسرائيلية، فيما أكد الناشط السياسي حسام القماطين رفضه الكامل لأي اتهام لليبيين بالصهيونية.
وشهدت القافلة كذلك انسحابات فردية، منها انسحاب المواطن الليبي حميد سليمان بعد تلقيه اتهامات من أحد المشاركين بأنه قاتل سابق في سرت. كما أعلنت «التنسيقية» عن إطلاق سراح عدد من المعتقلين، بينما لا يزال آخرون موقوفين من جنسيات تونسية وجزائرية وليبية وسودانية.
في الأثناء، حذّرت التنسيقية من تحركات غير منسقة لقوافل جديدة من تونس، مطالبة بالتنسيق المسبق. وكان منظمو القافلة قد تحدثوا عن تعرضهم لـ«حصار عسكري» عند مدخل سرت، وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء، فيما جددت بلدية مصراتة تأكيدها على دعم القضية الفلسطينية، وتوفير الإمكانيات للقافلة.
القضية أظهرت هشاشة التحركات التضامنية العابرة للحدود عندما تصطدم بحساسيات سيادية، وتؤكد على ضرورة التنسيق المسبق والاحترام الكامل لمضيفي تلك القوافل.