على إثر الجلسة المغلقة التي صارت بمجلس الأمن يوم 29 جويلية 2019 وموقف غسان سلامة من حكومة الوفاق وتغير كبير لموقف غسان سلامة، فبعد ان كان مؤيدا للميلشيات أصبح ضدهم، لهذا غضبت ميلشيات الوفاق وبدأت في اتخاذ مواقف معادية وتصل إلى التهديد المبطن، وآخر ما ذهبت إليه الحكومة هو قيام وكيل وزارة المواصلات بحكومة السراج البارحة يوم 03 اوت 2019 بإعلانه أن مطار زوارة سيكون مغلقا أمام طائرة سلامة ولن يمنح أي أذن بالهبوط وأنه إذا أراد القدوم لطرابلس عليه باستعمال مطار امعيتيقة الغير مؤمن.
وقد قدمت القيادة العامة للجيش الليبي بحكومة الوفاق بينا شديد اللهجة للمبعوث الاممي يوم 30 جويلية 2019 وأرادت إحراجه أمام الرأي العام الدولي لأنها كانت تعتمد عليه كثير في علاقاتها الدولية وتحركاتها بل أكثر من ذلك فهي تستمد شرعيتها من المبعوث الاممي الذي هو في حدّ ذاته لا يمكن ان تتحول مواقفه إلا بتحولات المواقف الدولية ومواقف دول عظمى.
كذلك مصراتة اصدرت بيانا تدين فيه تصريحات سلامة وهي تعتبرها تصريحات متلونة وليس لها دليل صحة بل ان الاجتماع الذي جمع العديد من الشخصيات بمصراتة يوم 31 جويلية هو عبارة على تهديد صريح للمبعوث الاممي فقد طرح في اللقاء خمسة نقاط لكن بالاساس كان الاجتماع حول تصريحات غسان سلامة وكلمته في مجلس الامن يوم 29 جويلية 2019. و كانت النقطة الرابعة و الخامسة هي اهم ما ورد في نص البيان فقد كان محتوى الفقرة الرابعة ما يلي :
“ استنكار و رفض لكلمة المبعوث الاممي بجلسة مجلس الامن يوم 29 جويلية 2019 و اعتبروها تزيفا و تزويرا و تدليسا للحقائق حيث سوى بين المعتدي و المعتدى عليه حسب قولهم و نواصل في النقطة الرابعة التي فيها اشارة واضحة الى الجيش العربي الليبي و للمبعوث الاممي اذ ورد فيها كذلك “وضع الجميع في خانة واحدة و انحيازه بشكل واضح مع المشروع العسكري الاستبدادي” و هنا طبعا تشكيك في مصداقية غسان سلامة الذي كان في يوم ما صديقهم و يحضى بدعمهم و يعتبرونه محايدا و نزيها اذ بالمعطيات تتبدل و يصبح الرجل متحيزا و صديق الامس هو عدو اليوم.
اما النقطة الخامسة فيزداد فيها لهجة التصعيد و تم فيها المطالبة باستبدال المبعوث الاممي الحالي و عدم التعامل معه و كذلك مطالبة حكومة الوفاق الوطني بشكل واضح لا لبس فيه اتخاذ كل الاجراءات القانونية و السياسية ضذ هذا المبعوث و قطع التواصل معه بشكل نهائي دون أي تسويف او مماطلة و بكل حزم و قوة.
و الملاحظ ان كل حكومة السراج و ميليشياتها قد انزعجت من المبعوث الاممي السيد غسان سلامة و كلها تبعث في رسائل تهديد للشخص و ربما تشييج لميليشياتها و رؤساء عصابتها لتصفيته و هذا يدل على اضطراب كبير في صفوفهم و انهم مدركين ان العجلة قد بدأت تدور عليهم و ان لم يبقى لهم الاّ التهديد و التوعد لهذا جاء كذلك بيان قوة مكافحة الارهاب التابعة لحكومة السراج فارغا من محتواها و بشكل هزيل لا يرتقي الى مستوى بيان لكنه يحمل في طياته الكثير من المصطلحات الترهيبية و التهديد و يجب على المبعوث الاممي غسان سلامة أن يطلب استفسار من السراج نفسه حول هذا البيان الذي يهدد حياته مباشرة.