غزة تحت النار مجدداً: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 730 منذ استئناف الضربات الإسرائيلية

قسم الأخبار الدولية 24/03/2025
تصاعدت حصيلة الضحايا في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل ضرباتها الجوية فجر الثلاثاء الماضي، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم (الاثنين)، أن 730 فلسطينياً قتلوا خلال هذه الفترة، فيما نُقل 61 قتيلاً إلى المستشفيات خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. وأكدت الوزارة أن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع، حيث لا تزال جثث كثيرة عالقة تحت الأنقاض أو متناثرة في الطرقات، فيما تعجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل استمرار القصف.
50 ألف قتيل منذ بدء الحرب: كارثة إنسانية تتفاقم
بحسب إحصائيات وزارة الصحة، فإن إجمالي عدد القتلى في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بلغ 50,082 قتيلاً، بينما تجاوز عدد الجرحى 113,408 مصابين. وتشير التقارير إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من النزاع، حيث قتل 15,613 طفلاً فلسطينياً منذ بدء الحرب، وفقاً لقائمة نشرتها وزارة الصحة.
وسط استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق واسعة من قطاع غزة، تتزايد التحذيرات الدولية بشأن الوضع الإنساني. فقد أعربت ألمانيا، اليوم، عن “قلقها البالغ” إزاء سقوط أعداد كبيرة من المدنيين منذ استئناف العمليات العسكرية. وقال كريستيان فاغنر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن التصعيد الحالي “يجعل الإفراج عن آخر الرهائن أكثر صعوبة، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المخيمات”. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذراً من تداعيات استمرار الحصار.
استئناف الهجوم بعد هدنة استمرت شهرين
جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين، جرى خلالها تبادل للأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، إضافة إلى دخول مساعدات إنسانية إلى القطاع. وخلال هذه الفترة، أُفرج عن 33 رهينة إسرائيلية (بينهم ثماني جثث)، مقابل 1800 معتقل فلسطيني أُطلق سراحهم. ومع ذلك، لا يزال 58 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصاً أعلنت إسرائيل أنهم قضوا.
ومنذ استئناف القصف يوم الثلاثاء، نفذت إسرائيل هجمات جوية وبرية واسعة النطاق، قالت إنها تهدف إلى الضغط على “حماس” لإطلاق سراح بقية الرهائن. وقد شهدت الأيام الماضية غارات كثيفة، وصفت بأنها الأعنف منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية، فيما يعاني الناجون من أوضاع معيشية كارثية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
إلى أين تتجه الأزمة؟
مع استمرار المعارك العنيفة، وارتفاع أعداد القتلى، وتدهور الأوضاع الإنسانية، تتزايد الضغوط الدولية لوقف التصعيد وإعادة فتح قنوات التفاوض. لكن في ظل المواقف المتشددة من إسرائيل وحركة حماس، يبدو أن غزة تتجه نحو مرحلة جديدة من الدمار والمعاناة، في غياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني قريب.