غزة تحت القصف الإسرائيلي المستمر وتحذيرات من كارثة إنسانية مع دخول القطاع مرحلة المجاعة

قسم الأخبار الدولية 28/03/2025
واصلت إسرائيل قصفها المكثف على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط تحذيرات دولية من كارثة وشيكة جراء الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات. ومع تصاعد الغارات، بات القطاع في مواجهة مباشرة مع خطر المجاعة، حيث يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين من نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية.
استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية الصحية
استشهد ثلاثة فلسطينيين على الأقل، وأُصيب آخرون، فجر الجمعة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا لعائلة عوض في حي الزيتون شرق مدينة غزة. كما تسببت الانفجارات العنيفة في شمال القطاع في دمار واسع، حيث واصلت القوات الإسرائيلية نسف المباني السكنية، في تصعيد مستمر للحرب التي تدخل شهرها السابع عشر.
وفي اليوم السابق، قُتل 32 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية متفرقة، ضمن ما وصفه مسؤولون فلسطينيون ومنظمات حقوقية بحملة “إبادة جماعية” متواصلة. ولم تقتصر الاعتداءات على المدنيين، بل امتدت لتشمل العاملين في المجال الإنساني، حيث أعلنت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” مقتل أحد متطوعيها وإصابة ستة آخرين في قصف استهدف موقعًا لتوزيع الوجبات.
أزمة إنسانية غير مسبوقة: قطاع غزة على شفا المجاعة
حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن آلاف الفلسطينيين في غزة يواجهون خطر الجوع الحاد وسوء التغذية، نتيجة الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر منذ 2 مارس الجاري. وأكد البرنامج في بيان رسمي أن النشاط العسكري الإسرائيلي يعرقل بشدة عمليات توزيع الغذاء، ويعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر.
ووفقًا لتقديرات البرنامج، فإن مخزون الغذاء المتبقي داخل القطاع يكفي فقط لأسبوعين، بينما تنتظر أكثر من 85 ألف طن من المساعدات الغذائية خارج غزة في انتظار إذن الدخول. ومع ذلك، تصرّ إسرائيل على منع تدفق الإمدادات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق، حيث بلغ سعر كيس دقيق القمح سعة 25 كيلوغرامًا نحو 50 دولارًا، بزيادة تفوق 400% مقارنة بفترة ما قبل 18 مارس/آذار، كما ارتفعت أسعار غاز الطهي بنسبة 300% منذ فبراير.
رفض إسرائيلي لطلبات الإغاثة وتفاقم الأوضاع الإنسانية
على الرغم من تفاقم الأزمة، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسات تطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما زاد من معاناة المدنيين المحاصرين. وتسببت هذه السياسات في نزوح نحو 1.5 مليون فلسطيني بعد تدمير منازلهم بالكامل، ليجدوا أنفسهم بلا مأوى، في ظل نقص المياه النظيفة والرعاية الطبية.
استمرار الحرب وتداعياتها الكارثية
وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن إسرائيل قتلت أكثر من 900 فلسطيني وأصابت نحو 2000 آخرين منذ استئنافها العمليات العسكرية ضد القطاع في 18 مارس، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام 58 يومًا. ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر القصف عن استشهاد وإصابة أكثر من 164 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في حين لا يزال أكثر من 14 ألف شخص في عداد المفقودين.
وفي ظل الحصار المفروض على القطاع منذ 18 عامًا، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، يواجه سكان غزة أوضاعًا مأساوية، مع انهيار النظام الصحي وندرة المواد الأساسية. ورغم المناشدات الدولية، لا تبدو هناك أي مؤشرات على وقف التصعيد، ما يهدد بمزيد من الضحايا وبتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.