غارات إسرائيلية على النبطية توقع قتيلة وعشرات الجرحى وبيروت تحذر من تقويض الاستقرار الهش في جنوب لبنان

قسم الأخبار الدولية 27/06/2025
قُتلت امرأة وأُصيب 20 شخصًا بجروح، بينهم 13 في غارة استهدفت شقة سكنية بمدينة النبطية في جنوب لبنان، صباح الجمعة، في تصعيد جديد للغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة الحدودية، وسط تحذيرات لبنانية من خطر انهيار التفاهمات الأمنية المعقودة منذ سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات استهدفت شقة تقع في محيط دار المعلمين بمدينة النبطية، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية أن مسيّرة إسرائيلية نفذت الهجوم على المبنى السكني، بالتزامن مع غارات أخرى طالت النبطية الفوقا ومحيط المدينة، ما أدى إلى إصابة 7 مدنيين إضافيين وتضرر واسع في الممتلكات.
وأدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام هذه الاعتداءات، واعتبرها خرقًا فاضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية وتهديدًا مباشرًا للاستقرار في الجنوب، فيما وجهت وزارة الخارجية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طالبت فيها بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمدة عام إضافي.
من جهته، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، محذرًا من أن “استمرار الانتهاكات يضرب بعرض الحائط كل القرارات والدعوات الدولية والإقليمية لضبط النفس”.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف موقعًا استخدم في السابق لإدارة أنظمة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة جبل شقيف، مشيرًا إلى أنه رصد مؤخرًا محاولات لإعادة تأهيل الموقع بعد أن دُمّر في غارات سابقة. واعتبر في بيان أن “إعادة ترميم هذه المنشآت يشكل خرقًا واضحًا للتفاهمات المبرمة”.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي وُقّع في 27 نوفمبر 2024 بعد حرب استمرت أكثر من عام. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن إسرائيل ارتكبت نحو 3000 خرق منذ ذلك التاريخ، أدت إلى مقتل 223 شخصًا وإصابة أكثر من 500، بينما تواصل قوات الاحتلال احتلال خمس تلال في جنوب لبنان رغم الانسحاب الجزئي الذي نفذته سابقًا.
ويُذكر أن العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في أكتوبر 2023 وتحوّل إلى حرب مفتوحة في سبتمبر 2024 أسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة ما لا يقل عن 17 ألفًا، في واحدة من أكثر المواجهات دموية منذ حرب تموز 2006.