أخبار العالمالشرق الأوسط

عون يرعى حواراً مع «حزب الله» حول حصرية السلاح في خطوة لتثبيت الأمن والاستقرار اللبناني

يواصل رئيس الجمهورية اللبناني العماد جوزيف عون جهوده من أجل حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، حيث يترأس حواراً مباشراً مع «حزب الله» بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بهدف التوصل إلى آلية لتنظيم سلاح الحزب وتحقيق تطلعات لبنان في تعزيز سيادته وأمنه. هذا الحوار جاء في إطار تحضيرات لتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي يشمل تثبيت وقف النار والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

بداية حوار متحفظ مع «حزب الله»

جاء قرار الحوار المباشر مع الحزب بعد نقاش بين الرئيسين عون وبري في الساعات الأخيرة، حيث تم التوافق على بدء هذا الحوار بشكل تدريجي. ووفقاً للمصادر الرسمية، يهدف الحوار إلى معرفة مدى استعداد «حزب الله» للقبول بتسوية بشأن سلاحه. وقد أبدى الرئيس بري دعمه لهذا الحوار، مستعداً للتدخل في حال دعت الحاجة لتقريب وجهات النظر، فيما يتم تطوير استراتيجية وطنية تشمل الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية.

المجتمع الدولي يتابع عن كثب

من جانبها، أعربت نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن تفهمها لرغبة الرئيس عون في اتباع نهج “الخطوة خطوة” في الحوار مع الحزب، مشيرة إلى أهمية تحقُق تقدم سريع في هذا الملف نظراً لحاجة لبنان الملحة للخروج من أزماته. وأكدت أن المجتمع الدولي يضع أولوية لحصر السلاح بيد الدولة، كشرط أساسي لإعادة إدراج لبنان على جدول الاهتمام الدولي، خصوصاً في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية.

واقع «حزب الله» السياسي والضغوط الدولية

تؤكد المصادر السياسية أن «حزب الله» يواجه ضغوطًا متزايدة على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة بعد تراجع الدعم الإقليمي الإيراني. وأشارت المصادر إلى أن الحزب لا يستطيع بعد الآن التهرب من الالتزام بحصر السلاح بيد الدولة، في وقت بات فيه في موقف ضعيف إثر التداعيات السياسية على خلفية تدخله في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يسهم هذا الحوار في تحديد الخطوات المستقبلية التي من شأنها أن تساهم في تحقيق الاستقرار السياسي في لبنان.

إمكانية التوصل إلى تسوية شاملة

مع تزايد أهمية الحوار المباشر بين لبنان و«حزب الله»، يبدو أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة قد تفتح باب التفاوض نحو تسوية تشمل القضايا العالقة مع إسرائيل. وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة قد تلعب دورًا في الإشراف على المفاوضات، خصوصاً في ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو ما قد يسهم في تيسير العملية السياسية والإصلاحات الأمنية.

ويبقى السؤال الأهم: هل سينجح الحوار في إقناع «حزب الله» بتسليم سلاحه للدولة، أم أن الحزب سيواصل استخدامه كورقة ضغط في إطار تحالفاته الإقليمية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق