عون: لبنان سيعزز علاقاته مع دول الخليج بعد تشكيل الحكومة ضمن مساعي لوضع أسس تعاون جديدة
قسم الأخبار الدولية 24/01/2025
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن لبنان سيبذل جهودًا حثيثة لاستعادة وتعزيز علاقاته مع دول الخليج بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أهمية وضع أسس جديدة للتعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار الإقليمي. هذه التصريحات جاءت في وقت يشهد فيه لبنان ظروفًا اقتصادية وسياسية بالغة التعقيد، حيث تحاول الحكومة اللبنانية الجديدة التفاعل مع المجتمع الدولي، وخاصة دول الخليج، للبحث عن دعم اقتصادي واستثماري.
تعزيز التواصل وبناء الثقة
رغم التوترات السابقة في العلاقات بين لبنان ودول الخليج، التي تزامنت مع أزمات سياسية وأمنية، يرى الرئيس عون أن التحديات الحالية تفرض على لبنان تجديد علاقاته مع هذه الدول ضمن إطار استراتيجي جديد. وأكد عون أن بلاده تسعى إلى فتح قنوات تواصل بناءة مع دول الخليج بعد تشكيل الحكومة، وهو ما سيشمل تحسين التعاون في مجالات حيوية مثل الاقتصاد، الأمن، والتعليم، إلى جانب استئناف الحوار السياسي الجاد.
وتأمل الحكومة اللبنانية أن يكون الحوار مع دول الخليج أكثر تفاعلاً مع الجهود الإصلاحية التي يتعين على لبنان القيام بها لضمان الاستقرار المالي والاجتماعي. يشمل ذلك تنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية تكون بمثابة خطوة لاستعادة الثقة المفقودة من قبل الدول المانحة والمستثمرين الدوليين، وخاصة من دول الخليج التي تعد من أكبر الداعمين للبنان في فترات الاستقرار.
خلفيات التصريحات والضرورات السياسية
يأتي كلام الرئيس عون في سياق ظروف سياسية وداخلية صعبة، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية خانقة وأزمة مالية طاحنة أثرت على فئات واسعة من الشعب اللبناني. في هذا السياق، من المرجح أن تُركز الحكومة اللبنانية الجديدة على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج لاستقطاب الاستثمارات الخليجية التي يمكن أن تساهم في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني المتأزم. مع ذلك، فإن التعاون مع دول الخليج لن يكون مقتصرًا على الدعم المالي فقط، بل سيشمل أيضًا التعاون في المجال الأمني والإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة، مثل التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة أو تهديدات الإرهاب.
بناء علاقة جديدة وشراكة استراتيجية
من المتوقع أن تركز الحكومة اللبنانية الجديدة على طرح نموذج من التعاون الاستراتيجي الذي يعكس المصالح المشتركة بعيدًا عن الانقسامات السياسية السابقة، التي كانت قد أضرت بالعلاقات الثنائية. يسعى الرئيس عون إلى تجاوز المرحلة التي كانت مليئة بالتوترات، خاصة بعد اعتراضات خليجية على بعض السياسات اللبنانية.
وأكد عون أن لبنان ملتزم بسيادة واستقلالية قراراته الداخلية، وأن أي تعاون مع دول الخليج لن يأتي على حساب المواقف الوطنية أو العلاقات الثنائية مع أي دولة أخرى، بل سيتم التركيز على المصالح العربية المشتركة.