عودة ترمب إلى السلطة تعزز نفوذ اليمين الإسرائيلي وتفتح الباب لخطط توسعية في غزة والضفة الغربية

قسم الأخبار الدولية 23/014/2025
دفعت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي عجلة اليمين الإسرائيلي المتشدد نحو مزيد من التصعيد السياسي والميداني، مع تكثيف العمليات العسكرية في الضفة الغربية وتوسيع السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة. وأعادت مواقفه المعلنة التحالف القديم بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ قال ترمب صراحة بعد اتصال هاتفي مع نتنياهو: «نحن على الخط ذاته في كل المسائل».
وبحسب محللين، عزز هذا الانسجام دعم الوزراء اليمينيين الذين يطالبون بضمّ الضفة الغربية علناً، وسط صمت أميركي رسمي تجاه التصعيد العسكري في تلك المنطقة، ما أعطى الضوء الأخضر لتحركات ميدانية واسعة النطاق، من ضمنها مشاريع فصل مروري عنصري وشق طرق تخدم المستوطنين فقط، كما هو الحال في الطريق الجديد قرب مستوطنة «معاليه أدوميم».
وكان ترمب قد أثار صدمة دولية في أعقاب تسلّمه المنصب باقتراحه نقل أكثر من مليوني فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى منطقة سياحية أشبه بـ«ريفييرا الشرق الأوسط»، ورغم تراجعه الظاهري عن الطرح، فإن مجرد طرحه شجع مسؤولين إسرائيليين على المضي في تبني الخطاب ذاته، ما جعل التصعيد في غزة يبدو وكأنه يحظى بغض طرف أميركي رسمي.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها تسيطر على نحو 30% من أراضي قطاع غزة، تشير تحليلات مستقلة لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن النسبة قد تتجاوز 50%، مما يعزز مخاوف من وجود نوايا لإعادة تشكيل خريطة السيطرة في القطاع، خصوصاً مع التصريحات الإسرائيلية المتكررة بشأن «الوجود طويل الأمد» للجيش هناك.
من ناحية أخرى، تبدو مواقف ترمب من الملف الإيراني أقل تطابقاً مع المواقف الإسرائيلية؛ إذ شرعت إدارته، على عكس توجه نتنياهو، في فتح قنوات تواصل مع طهران حول برنامجها النووي، ما أثار قلق المسؤولين الإسرائيليين الذين لطالما فضلوا المقاربة العسكرية حيال ما يصفونه بـ«التهديد الإيراني».
في السياق نفسه، يرى مراقبون أن البيئة السياسية التي نشأت حول ترمب، سواء من حيث اختياراته لشخصيات متشددة أو تصريحاته الرمادية، خلقت مناخاً إسرائيلياً أكثر جرأة في تنفيذ سياسات ميدانية توسعية، بينما تتراجع أصوات الانتقاد من واشنطن، مما يترك مساحة أوسع لمخططات تتجاوز وقف الحرب إلى رسم حدود جديدة للنفوذ الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.