أخبار العالمالشرق الأوسط

عودة تدريجية لمعابر لبنان – سوريا بعد توقف طويل بسبب القصف الإسرائيلي مع بوادر تحسن في التنقل والتجارة

قسم الأخبار الدولية 03/06/2025

عادت الحركة تدريجياً إلى معبر «العريضة» الحدودي، الرابط بين قرية العريضة في شمال لبنان ومحافظة طرطوس السورية، بعد أشهر من الإغلاق القسري جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان التي أدت إلى توقف كامل للمعابر الحدودية بين البلدين. أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرّية والبحرية السورية إعادة فتح المعبر ابتداءً من صباح الثلاثاء، بهدف تسهيل تنقل السكان خصوصاً مع حلول عيد الأضحى، رغم استمرار أعمال الترميم، ولا سيما إعادة بناء الجسر فوق مجرى النهر الكبير الذي ما زال بحاجة إلى إنجاز.

مصادر لبنانية أوضحت أن الجانب اللبناني كان مستعداً لإعادة افتتاح المعبر منذ شهرين، لكن الأعمال في الجانب السوري استلزمت مزيداً من الوقت، ما يؤكد التنسيق بين البلدين لتفعيل المعابر تدريجياً.

أعاد فتح «العريضة» تسهيل حركة السكان السوريين المقيمين في شمال لبنان للعودة مؤقتاً إلى قراهم لقضاء العيد، بعدما كانوا يعتمدون على معبر «المصنع» البعيد شرقي لبنان، والذي يكبدهم مشقة وتكاليف إضافية بسبب طول الطريق التي قد تصل إلى 4 ساعات.

ويبلغ عدد المعابر الشرعية بين لبنان وسوريا ستة معابر، ثلاثة في الشمال (العريضة، العبودية، البقيعة-تلكلخ)، وثلاثة شرقاً (المصنع، القاع-جوسيه، مطربا). منها حالياً يعمل فقط ثلاثة معابر هي العريضة والقاع والمصنع. معبر العبودية مغلق بسبب تدمير جسر بالجانب السوري، ومعبر مطربا مغلق دائماً كونه مؤقت.

تنتشر أكثر من 17 معبراً غير شرعي بين البلدين على طول 375 كيلومتراً من الحدود الوعرة، وتعمل لجان أمنية لبنانية وسورية على إغلاقها بشكل تدريجي لمنع تهريب السلاح والإمدادات، خاصةً بعد استهداف إسرائيل لمعظم المعابر لمنع وصول الدعم لـ«حزب الله» عبر سوريا.

شهدت طرابلس شمال لبنان حركة سفر مكثفة لعائلات سورية متجهة إلى سوريا عبر معبر «العريضة» مع إعادة فتحه، في مؤشر على عودة شبه طبيعية للتنقل.

على صعيد الحركة التجارية، لا تزال معظم التجارة تمر عبر معبر «المصنع» في الجنوب الشرقي، حيث يعد المعبر الرئيسي الوحيد مجهزاً لاستقبال الشاحنات. ويُنتظر إعادة تشغيل معبر «العبودية» ليصبح شمال لبنان محوراً تجارياً حيوياً مجدداً مع سوريا.

كما فرضت السلطات السورية قيوداً جديدة على دخول اللبنانيين، تطبق مبدأ «المعاملة بالمثل» في الرد على شروط لبنان التي فرضها على السوريين، والتي تضمنت إقامة صالحة أو تأشيرات محددة، مع رسوم مالية.

في مجمل المشهد، تشير إعادة فتح معبر «العريضة» إلى تحسّن نسبي في العلاقات الحدودية، وعودة تدريجية للتبادل والتواصل بين شعبي البلدين، وسط تحديات كبيرة تشمل أعمال الصيانة، القيود الأمنية، وإعادة تنظيم الحركة التجارية بعد سنوات من التوترات والنزاعات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق