عودة اللبنانيين إلى قراهم رغم تحذيرات الاحتلال بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
قسم الاخبار الدولية 27/11/2024
شهدت القرى والبلدات اللبنانية على طول الحدود الجنوبية عودة تدريجية للسكان عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل. ورغم تحذيرات الاحتلال الإسرائيلي من مخاطر العودة، توافدت العائلات إلى منازلها لاستطلاع الأوضاع واستئناف حياتها اليومية وسط مشاعر مختلطة بين الحذر والأمل.
عودة الحياة تدريجياً إلى المناطق الحدودية
بدأت العائلات اللبنانية التي نزحت خلال التصعيد العسكري الأخير بالعودة إلى منازلها في مناطق مثل مارون الراس، بنت جبيل، وكفركلا، مستجيبة لإعلان التهدئة. وشهدت القرى حركة نشطة من السكان الذين تفقدوا الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم وبدأوا في إزالة الأنقاض وإصلاح البنية التحتية المتضررة.
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان اللبنانيين من الاقتراب من المناطق الحدودية بسبب مخاطر الألغام والمخلفات الحربية التي خلفها التصعيد. وأكدت منظمات حقوقية دولية ضرورة الإسراع في تطهير المناطق الحدودية لضمان عودة آمنة للسكان.
الجهود الحكومية والمحلية لدعم العائدين
أعلنت الحكومة اللبنانية عن خطة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، تشمل تقييم الأضرار وتوفير مساعدات عاجلة للسكان. وشارك الجيش اللبناني في تأمين المناطق وتقديم الإرشادات للسكان لتجنب المناطق الخطرة. كما لعبت المبادرات المحلية دوراً مهماً في دعم العائلات من خلال توفير المساعدات الغذائية والطبية.
ويواجه السكان تحديات كبيرة في استئناف حياتهم، أبرزها نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وغياب التمويل الكافي لإعادة الإعمار. وأعرب الأهالي عن مخاوفهم من تجدد التصعيد، مؤكدين في الوقت نفسه تمسكهم بأرضهم ورفضهم لأي محاولات لتهجيرهم.
أفق ما بعد التهدئة
يرى مراقبون أن عودة السكان تشكل اختباراً لمدى استدامة اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى موجة نزوح أخرى. كما دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لدعم لبنان في مواجهة تداعيات التصعيد العسكري، بما يضمن تحقيق الاستقرار وإعادة بناء المناطق المتضررة.
تعكس عودة اللبنانيين إلى قراهم رغم المخاطر إصراراً على مواجهة التحديات والتمسك بالأرض، وسط آمال بأن تكون التهدئة بداية لاستعادة الأمن والاستقرار في الجنوب.