أخبار العالمالشرق الأوسط

عودة التهديد:”تنظيم داعش” سلاح ضغط في يد قوات سوريا الديمقراطية ينذر بتحديات جديدة للأمن الوطني العراقي

“الحرب خدعة وجميع الأمور المتعلقة بالحرب تعتمد على الخداع “سون تزو _فن الحرب”.

لطالما مثلت العلاقات الدولية مجموعة متغيرات وتحديثات في مستوى المصالح والتحركات المؤمنة لها، فهي لعبة سيطرة وخضوع تدور أحداثها على مجال ممتد أين يأخذ أي معطى كسلاح قوة تكتيكية من أجل الهيمنة وتحقيق المطالب والمصالح، فن حرب واستراتيجيات كفيل بتغيير احداثيات القوى وقلب كافة الموازين.

ولعل هذا ما وضفته قوات سوريا الديمقراطية لتحقيق رغباتها في العراق وخلق تأثيرات على توجهات وسياسات البلاد فكان الحل الأمثل هو الترهيب والتهديد عبر الضغط والاستفزاز استعمالا للسلاح الأخطر ألا وهو الإرهاب.

دخل العراق بعد هذه التهديدات في حالة ترقب شديدة خاصة بعد أن حققت قوات سوريا الديمقراطية” قسد” ما هددت به حيث أطلقت سراح 1200 عنصر من مقاتلي “داعش” المعتقلين في سجن غويران المركزي في مدينة الحسكة شرق سوريا تأتي عمليات إطلاق السراح هذه لعدد من المدانين بجرائم خطيرة كالإرهاب يحمل العدد الأكبر منهم للجنسية العراقية بتساؤلات عديدة ومتباينة حول إذا ما كانت هذه العملية قرار عفو أصدرته هيئة العدالة الاجتماعية حفا ام انها خطوة تحمل معاني ورسائل عميقة للجانب العراقي.

داعش وسيلة ضغط في يد “قسد”

تحولت الكيانات اليوم الى فواعل ذات تأثير بالغ الأهمية في النظام العالمي واستقراره خاصة إذا ما دخلت في تحالفات فيما بينها فإنها تسعى الى استغلال اية ورقة قوة في يدها من أجل تحقيق مصالحها وتحويلها الى وسيلة ضغط ومن ثمة الى انتصار ولعل هذا ما حدث مع قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني شمال العراق حيث مثل اتجاه العراق لخلق وجود تركي في المنطقة تأثيرا على الطرفين ومعاملاتهما البينيةو هو ما يفسر ذهاب “قسد” الى انتهاج مثل هذه الخطوة تعطيلا لعميات تركية في مواقع حزب العمال الكردستاني.

تخوفات أمنية عراقية

من جهتها ودت العراق على هذه التحركات بمجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة حيث حشدت القوات العسكرية وقوات الحشد الشعبي للتمركز على الحدود مع سوريا فضلا عن انشاء خطوط سميت ب”خطوط الصد”خشية عمليات إرهابية من داعش كما تم التنسيق بين مختلف القيادات كحرس الحدود وقيادة غرب نينوى أين تشكل 13 فوجا عسكريا لتعزيز الأمن مع حدود سوريا كما تم تنفيذ7 إجراءات أمنية.

خصصت الحكومة العراقية إمكانيات كبيرة لقيادة عمليات غرب نينوى وذلك للعمل على خطة من 7 محاور كشق خندق بعرض وعمق  3 أمتار إضافة الى وضع مانع نفاخ رباعي و سياج BRC و غيرها من الإجراءات.

ان الحدود بطبيعتها تمثل خطوطا ديناميكية متغيرة و للحفاظ عليها وجب تركيز تعزيزات و خلق استنفار يعكس عن تخوفات أمنية جدية من العراق بشأن تسلل الداعشيين الى البلاد و تهديد أمنها و استقرارها فجغرافية المكان معقدة و هو ما يتطلب مضاعفة للإجراءات الأمنية و القيادية لمنع أي عمليات تسلل خاصة مع غياب الرقابة و الدور السيادي من الطرفالسوري على الحدود مقابل سيطرة تامة لقوات “قسد” عليها وضع من شأنه أن يصعب المأمورية على الجانب العراقي.

قامت كل من العراق و الولايات المتحدة بعمليات مشتركة تضمنت قتل 15 فرد من داعش الذين كانوا مسلحين بقنابل يدوية و أحزمة انتحارية متفجرة و الذين تمكنوا من عبور الحدود السورية باتجاه العراق و كانت هذه العملية واحدة من بين جملة الإجراءات المتخذة من أجل تشتيت و شل تحركات التنظيم و اضعاف قدرته على التخطيط و التنفيذ بالتالي احتواء أي تهديد.

مثلت التهديدات الحدودية الأمنية الأخيرة خطة ناجحة من الطرف الأمريكي الذي استغل ورقة التهديد هذه لإرباك حسابات العراق ورئيس وزرائها “محمد شياع السوداني” لخلق احتياج للاستخبارات والمعلومات الأمريكية في ظل ضعف نظيرتها العراقية بالتالي تأجيل موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق خشية الاختراقات الأمنية والتهديدات المتنامية من قبل داعش خاصة حدوديا مع سوريا أين تتمركز أكبر تجمعات للإرهابيين في العالم في مراكز الاعتقال الى جانب عشرات الالاف من الأشخاص المشكوك في ارتباطهم بالتنظيم في معسكرات اللاجئين مما يخلق تخوفات أمنية و حقوقية بعد كل عملية اطلاق سراح تقوم بها قوات “قسد” خصوصا في ضبابية وجهة هؤلاء الذين يمثلون قنابل موقوتة في مناطق تواجدهم و تمركزهم و هو ما يتطلب استراتيجيات متكاملة تقضي على أية احتمال لتشكل جديد لهذا التنظيم و افشال عملياته في خلق خلايا نائمة في مناطق متفرقة من العالم  أو إعادة احياء أنشطته المتطرفة .

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق