عن بوتين والأحلام العثمانية والملكة كاثرين
موسكو-روسيا-06-03-2020
حين تحدث الرئيس التركي أزبد في الثامن عشر من فبراير الماضي عن الإرث العثماني في ليبيا والمنطقة،ليبرر سياسته العدوانية،لم يتجرأ السراج وجماعته على النطق بكلمة واحدة إزاء تسويق الأوهام العثمانية،بل هناك من بارك حديث أردوغان،ضمن مسلسل الإرتماء في أحضان من ارتكبت دولته أبشع جرائم القتل والتنكيل والنهب إبان حكم العثمانيين.
قال أردوغان يومها: “لايمكن أن تبقى تركيا محصورة داخل مساحة حدود 780 ألف كيلومتر مربع لأنها أكبر ، فقد تكون مصراتة و حلب وشبه جزيرة القرم خارج حدودنا الفعلية لكنها داخل حدودنا العاطفية والقلبية والجسدية وسنتصدى لمن يحاول تحديد تاريخ بلادنا بـ 90 عام فقط”.
وكان يشير بذلك إلى السنوات الـ90 لعمر الجمهورية التركية الأتاتوركية.
لكن للرئيس الروسي فلادمير بوتين موقف حازم حول شطحات أردوغان عن إرث العثمانية في مصراتة وحلب وشبه جزيرة القرم ..ففي لقائه،أمس الخميس،في موسكو،مع الرئيس التركي بشأن الأوضاع في إدلب السورية، ظهر في الصور فوق رؤوس الوفد التركي تمثال للملكة كاثرين الثانية إمبراطورة روسيا التي ألحقت بالعثمانيين هزيمة كبرى في شبه جزيرة القرم خلال القرن الثامن عشر.
كما شجعت كاثرين الحركات الثورية في البلقان ضد العثمانيين ودعمت بعض الولاة العثمانيين المتمردين في المشرق مثل علي بك الكبير، والي مصر، وظاهر العمر والي صيدا، حتى حصلت على مرادها من السلطنة المنهارة، التي تنازلت لها عن جميع المناطق الشاسعة شمال البحر الأسود وكذلك بحر آزوف الذي سمي بهذه التسمية على إسم زعيم تركي قتله الروس في حرب بالمنطقة.
يشار إلى أن الكرملين قام بمقر استقبالات بوتين لضيوفه،تمثال أحد القياصرة الروس بتمثال الملكة كاثرين.