- سيد نفسه من لا سيد له
- نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- حيث تكون الحرية يكون الوطن
من يقول ان المؤامرة ليست موجودة فهو غبي : المؤامرة موجودة لان المتامر يدافع عن مصالحه بطريقته اما الغبي فمن يتامر على نفسه بانكر نظرية المؤامرة، هو فكر و اعد المؤامرة من اجل مصالحه و أنت ماذا أعددت لاجل مصالحك و وجودك؟
عندما يعلن الخليفة البغدادي عن أن تنظيمه الإرهابي لم تنتهي و يامر عناصره و مواليه بالنفير و الخروج من ارض الشام و العراق بالرغم من أن تنظيمه قد خسر اكثر من 87 بالمائة من الأرض و تموقعها الميداني فانه يقصد بالأساس ان التنظيم لا يزال يسيطر على الكثير من المواقع في العالم و ان بلدان بعينها ستستقبل عناصر داعش الارهابية لانهم خلال تلك السنوات قد تم اعداد الارضية و الحواضن الشعبية و الخلايا النائمة لاستقبالهم و الترحيب بهم كذلك توفر الارض لتحتضنهم ضمن معسكرتها الظاهرة و المخفية. ففي السنوات التي كانت كل الأنظار تتجه الى الشرق الاوسط الى سوريا و العراق كان تنظيم داعش يحضر لمرحلته و مهامه القادمة خاصة في شمال افريقيا و بالتحديد في ليبيا فقد بعث منذ سبتمبر2015 الى اواخر 2017 العديد من الإطارات الارهابية المختصة في تكوين الأمراء و القيادات الموالية للتنظيم. و كان هذا سهل بالنسبة اليهم في اطار الفوضى و الاّ دولة التي تعيشها ليبيا و بعض البلدان الساحل و الصحراء.
و فعلا فقد تم ترحيل الألف من العناصر الإرهابية القيادية و غيرها الى مواقع متعددة من العالم أبرزها و اهمها شمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء و كذلك جنوب شرق اسيا، كذلك فقد تسلل مجموعات من الارهابيين الى بلدانهم الام و هذا الواقع للإرهابيين اصبح اكثر فأكثر خطورة لانه سيصبح التعامل مع ارهابيين متفرقين لا يمكن حصرهم في مكان واحد، فكأننا نتأهب لحرب عالمية ثلاثة بأشكال جديدة و بمظاهر جديدة. هذا ما يجعلنا نطرح العديد من الاسئلة :
كيف تم تامين خروج العناصر الإرهابية من سوريا و العراق و ما هي مسارب تنقلاتهم؟ يعني تحت اي غطاء قد تم إخراجهم؟
أين اتجه عناصر داعش و ماهي أهم سيناريوهات توجهاتهم و مساربهم؟
هل فعلا تم تجفيف مصادر التمويل لتنظيم داعش بعد ان أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بان داعش قد خسر أكثر من 90 بالمائة من موارده؟
و نرجع الى موضوعنا الاساسي عناصر داعش بعد سوريا و العراق اين هم الان؟اعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية للحرب على تنظيم داعش بان داعش قد خسر اكثر من 90 بالمائة من موارده المالية التي تعتمد بالأساس على البيترول و احتلاله لمواقع لمناطق البيترول التي تعتبر اهم مصدر لتمويل داعش و التي كانت بلدان بعينها تشتري من داعش البيترول لكن هناك تمويلات كبيرة جدا تاتي من بلدان كمساعات حربية و تمويل لداعش و خاصة التقارير التي رصدتها روسيا و العراق و سوريا بان الأسلحة و التمويل كان يعطى هدايا و إعانات لداعش على أساس إعانات للمعارضة.
ان من كان غطاءا للتسفير و من ساعد على التسفير و التحريض الى سوريا و العراق و من فتح الحدود هو نفسه من يعيد فتح حدوده لنفس العملية لتصبح معالم العملية و الصورة واضحة “نحن من سفر و نحن من نعيد” بنفس الطريقة و بنفس المسارب و بنفس الغطاء قمثلا في تونس تم الكشف على ان شبكات التسفير هي بدات من تنظيم الاخوان “حركة النهضة ” و من اكبر قياداتها و بغطاء مسؤوليها و هي متورطة بشكل كبير و خاصة قضية التي تم الكشف عليها من خلال الملحق العسكري القطري الذي اتى بالاموال لتزويد جمعيات بعينها و قد ثبت انها متورطة في تسفير الشباب الى سوريا و اهم اعضاءها من حركة النهضة و غيرهم كثير و تعالت الاصوات الكاشفة على هذا الملف الخطير و طبعا بدهاء من قيادات سياسية للنهضة و غيرها و بتاثير خارجي تم تشكيل لجنة التسفير الى سوريا و بؤر التوتر بالبرلمان التونسي حتى يتم السيطرة على الملف، كذلك لا ننسى مساهمة الاخوان في 2012 عندما تم الاعلان على مؤتمر اصدقاء سوريا و فيه تم المصادقة على تسليح الثوار وتشجيع الشباب لنصرة الثورة السورية و غيرها و بهذا تتوضح رؤية عملية التسفير لكن ما هو اخطر اليوم هو عملية العودة فالكورة قد تم القاؤها في سوريا و العراق و اليوم ترجع الكورة محملة باعباء كبيرة اهمها عناصر داعشية تحمل ثقافة الدم و القتل لملاعب مختلفة من العالم.
فمن فتح الابواب و ساعد في اكبار داعش سواء بالمال او بالبشر هو نفسه اليوم يبحث لهؤولاء عن حل لان الملفات اذا فتحت فالكل متهم فمن مثلا فتح الحدود لدخول هذه العناصر هو نفسه اليوم يساهم في المفاوضات (مفاوضات ادلب) و يفتح نفس حدوده لتصبح العملية عكسية لان المهام انتهت في سوريا و العراق و تم تدريب الارهابيين ميدانيا لياخذوا الخبرة القتالية الميدانية علاوة على انهم دمروا الشرق الاوسط و دمر اعتى الجيوش و اقوى البلدان العربية و هذا احسن سيناريوا يدركه الكيان الصهيوني في تاريخه فالاسلام يدمر نفسه و العرب في فتنة كبرى و العرب يقتلون انفسهم و عواصم عربية تهلل و تكبر و لا تعرف ان الدور قادم عليها لا ما حالة. فعلا الدور قادم و بدات المرحلة الثانية و التي ستكون خلق بؤر للارهابيين في مناطق اخرى قد تم خلخلتها من الداخل و الارضية بدات سانحة و حان وقت تحويل وجهة داعش الى مناطق اخرى من العالم يصعب حصرها و السيطرة عليها و اكثر دماوية و شراسة و حقد.
لهذا بدأنا نستشرف الواقع من دلالت المعطيات و المعلومات التي لدينا للهجرة الشرعية و الغير شرعية للدواعش بعد خروجهم من سوريا و العراق و سوف نبين ان هذه العناصر هي اخطر ألان مما كانت عليه كذلك صعوبة السيطرة عليها و محاصرتها في مكان معين فستفتح العديد من الجبهات لان حواضنهم جاهزة لاستقبالهم و ان تمكنهم في الارض سوف يحدث دمارا كبير و عدم استقرار لبلدان بعينها موضوعة داخل مختطاهم و سيبدؤون باستعمال تكتيك الهرسلة Tactique d’harcèlement و من خلالها سينفدون عماليات كبرى داخل اكبر المدن و اكبرها تحصينا و ستكون العمليات مدوية و شنيعة و هي نوع من العنف النفسي الذي سيهز العالم بعد ان يتصور الامن المحلي انه مسيطر و له كل ادوات و اليات السيطرة و تم القضاء على كل العناصر او انه بعيد جدا عن اية عملية ارهابية ربما لانه احتضنهم في فترة ما او مولهم او دعمهم و منها ستنقلب العديد من الموازين و المعادلات.
لكن المشكل الكبير و المعضلة هي هذه التسللات لهذه العناصرة العائدة و التى ليست مبرمجة داخل قوائم الارهابيين بالنسبة لوزارات لداخلية او المخبارات العامة الداخلية و الخارجية و التنظيم سيعتمد على هؤولاء العناصر في البداية و قد تمت تجربتهم في تونس و نجحوا كذلك في مصر… و الخليا التي ستكون ظربتهم موجعة نفسانيا و ماديا و هذا التكتيك المبدئي سيكون بالاساس العودة الى حرب الاشباح المدربة او الذئاب المنفردة و التي خلياها لا تزيد عن 27 الى 30 عنصر مقسمة داخليا الى اربعة فرق صغرى (فريق الرصد، فريق المد اللوجستي و فريق الاتصال و الاعلام و فريق التنفيذ) و هي بدورها ستهيئ الارضية لدول عظمى للسيطرة على مناطق نفوذ لها ( صراع القطاب العالمية على منطقة شمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء) لن يتم ذلك الا عبر التنظيمات الارهابية.
-I- اربعة سيناريوهات لعناصر داعش ما بعد سوريا و العراق :
1- الهجرة الى شمال افريقيا و العبور الى افريقيا
2- عودة الدواعش الى بلدانهم الام
3- انتقال الدواعش الى جنوب شرق اسيا
4- جيوب من الدواعش كورقة ضغط في سوريا و العراق
نعم لقد خسرت داعش اكثر من 87 بالمائة من الميدان و خسرت اكبر مصدر تمويل لها لكنها لم تخسر كل قواعدها و جنودها و المؤمنين بقكرها و المنتمين اليها فلا ننسى من لم يستطيعوا الالتحاق بداعش فهم قواعد الاحتياط لديها في كامل بلدان العالم و خاصة في المنطقة العربية. فلقد لاحظنا تهليلا كبيرا من قبل التحالف الذي اعلن انه تم القضاء على تنظيم داعش الارهابي فهل هذا صحيح ام جدير بمزيد من القراءة للموضوع؟
طبيا عندما يصاب الجسم بورم خبيث و ينتشر هذا المرض الخبيث فلا يمكن التحكم فيه او قطع انتشاره بكامل الجسم حتى و ان تم بتر مكان ولادته و هكذا حال هذا التنظيم الخبيث فقد انتشر الان في كل العالم في فترة قصيرة جدا لكنه لا ننسى انه قد ولد من رحم القاعدة التي هي في حد ذاتها ولدت من رحم طالبان الذي ولد من رحم الخبث الامريكي للحرب على الاتحاد السوفياتي سابقا. فلقد هيئت كل الظروف لزرع هذا التنظيم في الشرق الاوسط لضرب كل القوى المقاومة للكيان الصهيوني و القوى التي تنادي بامة عربية قوية لها سيادة و هيبة.
فعندما يتحدث التحالف و الامم المتحدة و اكبر مراكز الاستخبارات في العالم على ما يناهز 150 الف مقاتل داعشي من جنسيات مختلفة في العالم مدربين متمكنين على نوعية حرب و قتال خاصة جدا و مستقطبين من كافة انحاء العالم و انهم تلقوا تدريبات خاصة جدا ثم يعلن عن انهزامهم فجاة هذا يدعوننا الى اعادة النظر من زاوية اخرى لهؤولاء الارهابيين و الى تصريحات القوى الكبرى التي قالت في البداية انه يلزمها سنوات كثيرة لهزيمة هذا التنظيم و فجاة تقول بان هذا التنظيم قد انتهى؟ هل كل هؤولاء قد ماتوا ؟ طبعا لا اذا اين ذهبوا؟
وكانت باريس قد عبّرت عن استياءها من تورط حلفاء أردوغان في الأزمة الجزائرية، خاصة وان الشبكات التركية تريد تشجيع التغيير السياسي غير الملائم لفرنسا.
وكان الوزير الأول الأسبق لدولة قطر حماد الجاسم الثاني قد اعترف بان بلده تلقى تعليمات من طرف مسؤولي البيت الأبيض من أجل زعزعة استقرار الجزائر من خلال استغلال الوضع الراهن والحراك الشعبي من أجل خلط الأوراق على النظام.
وقال ان دولة قطر أعدّت خطة من أجل تنفيذ هذه التعليمات والقيام بكل التدابير حيث جهزت مبالغ مالية لذلك وقنوات لضرب بها الجزائر ومن بينها قناة المغاربية التي تتواجد في بريطانيا وقناة الجزيرة القطرية بدافع استغلال الوضع الحالي لإدخال الجزائر في دوامة العنف لكونها من الدول المستهدفة لنقل إليها ما يعرف بالربيع العربي.
1- الهجرة الى شمال افريقيا و العبور الى افريقيا
بعد الهزائم المتكررة بعد الموصل و الرقة و ادلب و دير الزور و حلب و غيرها من المدن يعلن زعيم الارهابيين “البغدادي” في بيان له بالنفير الى “بلد الاسلام” و يعني ببلد الاسلام ليبيا و هنا نرجع قليلا الى ليبيا و حجم الانهيار الذي لحق ليبيا من جراء القاعدة و الميلشيات و الصراع الداخلي و تداخل المصالح للقوى العظمى للتموقع داخل ليبيا و سرقة خيراتها من بيترول و غاز و اورينيوم و ذهب فاصبحت ليبيا ثكنة لتدريب الارهابيين و المرتزقة من كل الجنسيات و مقرا للوحدات الخاصة الاجنبية كذلك هناك معطى خطير اخر هو ان منطلق الارهابيين للسفر الى سوريا و العراق كانت ليبيا و اليوم الرجوع بالاساس للارهابيين ليبيا. تركيا تفتح المجال الجوي بينها و بين ليبيا للتسفير و بنفس الطريقة للعودة و دائما نفس شركة الطياران الليبية الاجنحة لصاحبها عبد الحكيم بالحاج الاخواني و المقيم الان بتركيا هي من تقوم بهذه المهام. ان اغلب الدواعش من شمال افريقيا او خط الساحل و الصحراء كان انتماؤهم المبدئي للاخوان ثم لاجنحة القاعدة سواء من القاعدة للمغرب الاسلامي او انصار الشريعة او غيرها من تنظيمات اجنحة القاعدة قد انخرطت داخل تنظيم داعش الارهابي فان المدرسة هي نفسها اخوانية قاعدية داعشية انما اختلافهم عن مرحلة اعلان الخلافة فالخطة هي في تطبيق المراحل حتى انه هناك من يدعي انه هناك عدا او صراع بين داعش و القاعدة و الاخوان فهو مخطا فكل تنظيم له مهامه و مكامن السيطرة له فالاخوان هو تهياة الايديولوجية و العنف الرمزي و الايديولوجي و السياسي القاعدة هي تستهدف الاجانب و تتموقع داخل المجتمعات و العمل السري اما داعش في الجناح الدموي الذي يخيف و يظرب الاستقرار النفسي و يربك الدول الضعيفة الهشة.
ففي الفترة من 2014 الى اليوم و الانظار و العقول مركزة مع داعش و انصب الاهتمام نحو داعش فانبهر القادة السياسيين و العسكريين و الامنيين و المحللين و الاعلامين المختصين و الغير المختصين فاللكل يتحدث عن انجازات داعش و قدرتها الكبيرة في استعمال السلاح و التكنولوجيا الجديدة و التكتيك الحربي في حين القاعدة و الاخوان المسلمين يتموقعون في اماكن اخرى و يتسللون داخل مفاصل الدولة لتفكيكها و اضعافها كذلك القاعدة تتموقع في كامل شمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء و تكتسب الارض و تكون في الحواضن الشعبية و تصدر البيان تلوى البيان ثم انها تتعاون مع القوى العظمى لهزيمة داعش في درنة و سرت الليبية و تتسلل في كامل شمال افريقيا بكل سلاسة و معرفة للمنطقة فالسؤال الذي يطرح لماذا الامريكان يتحدثون عن ضرب معاقل داعش في ليبيا و لم يقم باية عملية ضذ القاعدة في ليبيا؟
تاريخيا القاعدة لها مكانتها و تنظيمها و عناصرها في منطقة شمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء و الارضية ملائمة و جاهزة خاصة بعد ما يسمى بالثورات العربية و انهيار الانظمة التي كانت سدا منيعا ضد هؤولاء لكن بدخول التيارات الاخوانية للحكم في بلدان الثورات العربية اصبحت فعلا الارضية جاهزة و هناك تعاطف كبير بينهم في بعض الاحيان يظهرونه علانا و في بعض الاحيان الاخرى يخفونه و يتعاملون سرا فلقد سربت العديد من الفيديوهات و الملفات التي تبرز مدى ارتباط التيارات الاخوانية بقطر و تركيا و القاعدة فمنطقة شمال افريقيا و تونس خير دليل على ذلك لكن في اغلب الاحيان الملفات تغلق فعلى سبيل المثال المسمى ” ابو عياض التونسي زعيم انصار الشريعة التي تعلن عن مقتله الولايات المتحدة الامريكية ما يقارب عن خمس مرات هو المتورط في مقتل الشاه مسعود و هو ارهابي من القاعدة كانت بدايته مع التيار الاخواني التونسي ثم هرب الى المغرب و بعدها الى بريطانيا و بعدها يلتحق بالقاعدة في افغنستان و يكون مجموعة المقاتلين المغاربة و هو زعيمهم في جلال اباد و منها يدرب مجموعة كبرى الارهابيين من منطقة شمال افريقيا في منطقة جلال اباد ثم يتم القبض عليه و يسلم للسجون السرية الامريكية باوربا لينتهي به المطاف في سجون تركيا و يسلم لتونس قبل الثورة بسنتين و بعد الثورة مباشرة و في شهر فيفري يخرج ابو عياض من السجن على اثر العفو التشريعي العام على اساس انه سجين سياسي الف نقطة استفهام تدور حوله و في شهر افريل يقوم بمؤتمره العام بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية ليصبح زعيم انصار الشريعة بمنطقة شمال افريقيا و الذي قاد عملية الهجوم على السفارة الامريكية في 2012 بترخيص من وزير الداخلية علي العريض و هو من اهم قادة الاخوان و كان محكوم عليه بالاعدام في عهد بن علي ثم يتم تهريبه عن طريق نفس الوزير الى ليبيا و غيرهم كثير و هذا ما يثيت لدينا التواصل المباشر ما بين التيارات الاخوانية و الارهابيين فداعش و القاعدة هم الجناح المسلح للاخوان يهيؤون لهم الدمار و الخراب ليستطيعون السيطرة السياسية.
نرجع الى العناصر الداعشية و مسارب انتقالهم الى شمال افريقيا و الساحل و الصحراء.
– مسارب الانتقال
اواخر 2016 يعتبر العد التنازلي لمهام داعش في الشرق الاوسط الذي ادى مهامه على احسن ما يرام و هدم كل شيء و شرد و اضعف كل دول الجوار و طبعا اكبر مستفيد من هذا الكيان الصهيوني و كذلك تقوت بلدان اقليمية فاصبحت لها ثقل كانت تبحث عنه في المنطقة فاصبحت قوة اقليمية من دون منازع تدربت على قتال داعش و خبرت الحرب ضدهم اما دول اخرى فقد كانت الخاسر الاكبر فقد ضخت الاموال و العتاد لحرب تهيء لها بالاساس و ربما ستضرب في العمق مستقبلا و هذا سيناريو وارد جدا و من هذا المنطلق بدا التفكير في المرحلة القادمة.
كيف سيتم الحفاظ على هؤولاء العناصر المدربة على الحرب الشوارع و المدن و العماليات الارهابية؟ كيف يمكن الحفاظ على هذه العناصر الذي صرف عليها الكثير من المال؟
اتفقت كل القوى الكبرى على تامين العناصر الارهابية و اخراجهم تحت غطاء جوي امن فخرجت من العراق و سوريا قوافل من الدواعش و عبروا الحدود السورية الى تركيا اين كانت المافيا التركية تنتظرهم لتفتح لهم المعابر تحت رقابة الحكومة التركية حتى لا يتسللوا و يدخلون مدنها و ربما ينفدون عمليات ارهابية على ارضها فوجب اخراجهم بسرعة مع توفير كل المستنادات التي لا يمكن ادانتهم، فكانت اوراقهم القانونية جاهزة و عقود العمل بالمدة الكاملة لغيابهم عن بلدانهم او شهادات التسجيل بالجامعات التركية و شهادات النجاح و شهادات الاعداد.
ثم تاتي مرحلة ترحيلهم من تركيا الى مناطق يراد لها ان تكون محل توتر و اضطرابات و غير امنة .
الدور الان على شمال افريقيا خاصة تونس و الجزائر و مصر و ليبيا بطبيعتها بؤرة توتر و مكان غير امن.
بدات ليبيا تستقبل العديد و الالاف من الدواعش منذ بداية عام 2017 و خاصة في شهر ماي 2017 كان العدد كبير كذلك سلاح و دخيرة كبرى حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من ليبيا و ذلك عبر رحالات جوية و بحرية فلقد شهد ميناء زوارة الليبي الاف الداخلين الى ليبيا من مختلف الجنسايات و اهم البواخر قادمة من تركيا و حسب تقارير استخبارتية ليبية فان البواخر مدججة بالذخيرة و الدواعش خاصة في شهر ماي 2017 اين كانت الانظار متجهة في ليبيا لصراع دام بين الميلشيات في طرابلس و كذلك الهجرة الغير شرعية و في نفس الوقت البواخر التركية تدخل الدواعش و الدخيرة و نفس الشيء بالنسبة لمطار مصراتة و شركة الطياران الاجنحة و شكرمة الطياران افريقية التي تنزل في الدواعش الى ليبيا على اساس مسافرين عادين كما جاء في نفس التقرير ان الطائرات القطرية هي كذلك تقوم برحالات جوية لانزال الارهابيين بمختلف جنسياتهم و خاصة الجنسيات الافريقية و هؤولاء قد تم استقبالهم من الميلشيات التي لها علاقة كبرى بالقاعدة و هي ميلشيات اخوانية و تتم عملية الانزال دايما من المنطقة الغربية الليبية التي يسطر عليها ميلشيات الاخوان لتم من خلالها توزيعهم في كل المناطق وصولا الى الجنوب فمثلا هناك مجموعة من الاسيويين اللذين قدموا عبر ميناء زوراة الليبية الان متواجدين بمنطقة الجنوبية على الحدود السودنية المصرية و عدد منهم قد عبر الحدود السودانية لتم نقلهم لاسيا عبر الخطوط الجوية القطرية هذا ما ابرزته التقارير الاستخباراتية
اما بالنسبة للقاعدة فيعتبر هؤولاء الصيد الوفير و الكبير باعتبارهم مدربين و جاهزين فهي ستطعم عناصرها بقيادات ميدانية خاضت اشرس الصراعات و الحروب الميدانية des éléments militaires professionnels
كذلك من الغرب الليبي فقد تم تسلل هذه العناصر الى منطقة الساحل و الصحراء عبر الحدود مع الجزائرو دخولهم الى مالي و التشاد و النيجر و بركينافسو و الصومال. اما بالنسبة الى بوكو حرام فقد التحق بها الكثير من الدواعش بمختلف جنسياتهم لان بوكو حرام قد بايعت داعش منذ 2016 و حسب اخر الاحصائيات فقد التحق بالمنطقة اكثر من ثلاث الاف عنصر داعشي و ربما تشهد منطقة الساحل و الصحراء عمليات كبرى ليثبتو وجودهم و قدراتهم العالية على انجاز عمليات ارهابية كبرى.
اما المسرب الثاني و الخطير فهو السودان فلقد سمحت السودان لرحالات جوية كبرى من تركيا ان تاتي بعناصر ارهابية و اخراجهم عبر حدودها الى ليبيا و باقي الدول كما فتحت حدودها لعبور الارهابيين الاسيويين خاصة لرحالات اخرى عبر الخطوط القطرية.
اذا فنقطة التحول اليوم هي من كانت نقطة تسفير بالامس اصبحت نقطة عودة اليوم و بنفس المسارب و المطارات و الطائرات و البواخر و البوابات.
اذا فمنطقة التحول الان اصبحت بالتحديد شمال افريقيا و افريقيا عامة.
واكبر عملية ارهابية تحدث الان هي اعادة ادماج الدواعش في شمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء و كذلك جنوب شرق اسيا
2- عودة الدواعش الى بلدانهم الام
السيناريو الثاني تسلل العناصر الداعشية الى بلدانهم الام و التحاقهم بالخلايا النائمة و تشتيت الجهود الامنية و العسكرية و وضع كل الطاقات البشرية و المادية لملاحقتهم و كذلك من اهم اهداف هذا التنظيم هو ظرب البنية النفسية للمجتمع و للدول و التسلل للعمق المجتمعي و استقطاب اكبر عدد من المتعاطفين معهم و ذلك بالاساس لبث الفوضى فتصبح كل الجهود متمركزة حول مكافحة الارهاب و حرب الارهاب و الارهابيين… زعزعة الاستقرار و ظربه بهذه الخلايا المترصدة في المكان و الزمان فقد انتهى عصر الخلايا النائمة اليوم و نجد انفسنا امام استراتجيات جديدة للارهابيين و هي الخلايا التي اطلقت لها الحق في المبادرة الفردية و التي تنتظر الفرصة لتنفيد مهامها دون الرجوع الى القادة هذه الخلايا التي كانت نائمة تجد نفسها مطعمة بعناصر خطيرة جدا مدرية ميدانيا و الاخطر من هذا انها قد تشبعت بثقافة الدم و القتل لتصبح متعطشة الى هذا النوع من العماليات.
اما مسارب دخولهم فهي بنفس الطريقة التي طرحناها في بداية المقال عبر البحر و البر و الجو و بجوازات سفر لا تحمل اية اثر على دخولهم الى سوريا و في بعض الاحيان حتى عدم دخولهم الى تركيا كذلك عقود العمل و شهائد الدراسة و هذا كله باستعمال مبدا التقية (الكذب الحلال)
بالنسبة لشمال افريقيا و خط الساحل و الصحراء التسلل يتم في اغلب الخالات برا فاغلب العائدون قد دخلوا الى ليبيا و السودان و الصومال و يتم الان توزيعهم سواء عبر البوابات الرسمية او عبر التسللات و لا ننسى العلاقات الوطيدة التي تربط بين المهربين و تجار البشر و الارهابيين فانك لا تكاد تفرق بينهم لتشابك مصالحهم.
3- انتقال الدواعش الى جنوب شرق اسيا
هنا كل الطرقات مفتوحة و شركات الطياران التركية القطرية متورطة جدا خاصة في نقل اكبر عدد منهم الى افغانستان كذلك الى بروما “اين النفير لنصرة مسلمي بورما المحادية للصين و الهند و التي تعتبر خزان كبير من البيترول و خاصة الغاز و هنا خلق بؤرة توتر رهيبة في الشرق اسيا تمس من امن و استقرار القوى الكبرى الصين و الهند
كذلك حسب اهم المعلومات التي لدينا هو ان العديد من العناصر الاسيوية و خاصة هناك مجموعة من القيادات الداعشية التي لها الجنسية الصينية لا تزال في ليبيا مرابطة في الجنوب الليبي على الحدود السودانية الليبية المصرية كذلك مجموعة من الافغان و الباكستانيين و الفليبيين و هم يقومون بعماليات تدريب كبرى و منهم اقلية قد غادرت ليبيا الى السودان و الاهم انهم تنقلوا كذلك عبر الخطوط القطرية الى الفيلبين و افغنستان و بورما.
هذا السيناريو بالأساس هو خلق بؤر توتر في مناطق من العالم و تدمير كل القوى العالمية بمشروع زرع العناصر الارهابية بمناطق بالعالم.
4- جيوب من الدواعش كورقة ضغط في سوريا و العراق
طبعا لم ينتهي الارهاب لا من سوريا و لا من العراق فيجب ترك جيوب من الارهابيين في منطقة الشرق الاوسط و خلق تسميات جديدة لهم تعتبر ورقات ضغط على الحكومات لن تعيش هذه البلدان الاستقرار فتساهم في الاضطربات و العماليات من وقت الى اخر فمثلا ظهور التنظيم الجديد في العراق اسمه الرايات البيض و احرار السنة و جبهة النصرة و غيرها