عملية أصفهان الإسرائيلية: هذا هو الحجم الحقيقي لإسرائيل
قسم البحوث والدرايات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 19-04-2024
يكفي تعليق وزير متطرف ما يُعرف بالأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على حادثة أصفهان -اليوم الجمعة 19 ابريل 2024 من خلال منشور مؤلف من كلمة واحدة على منصة إكس: “مسخرة!”.
كي يُستخلص بأنها محاولة إسرائيلية فاشلة، قد يستخدمها بنيامين نتنياهو للترويج بأنه قام بالرد على عملية “الوعد الصادق”، التي قامت بتنفيذها الجمهورية الإسلامية في الـ 14 من أبريل 2024 كعقاب للكيان الصهيوني على جريمته، بعدما قام باغتيال الشهيد اللواء محمد رضا زاهدي ورفاقه فيي القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق.
فما بين ما حصل فجر هذا اليوم، وما طالب به العديد من مجانين الكيان سابقاً بالرد “بجنون” على الهجوم الانتقامي الإيراني في سبيل “خلق الردع” في منطقة غرب آسيا.
يؤكد بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي يشهد حالةً من الانحدار الشديد في ركائزه الأمنية والعسكرية والوجودية، غير مسبوقة في تاريخه، ظهرت حقيقتها في السابع من أكتوبر 2023 عبر عملية طوفان الأقصى، وتعززت في فشله بحسم المعركة التي تلتها في قطاع غزة وجبهات المساندة، وتعمقت مع عملية الوعد الصادق.
وهذا ما تعبّر عنه بوضوح صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، التي قالت اليوم في أحد مقالاتها:
“لقد كان انتقالًا حادًا وقصيرًا وصادمًا، بدأ يوم السبت في السابع من أكتوبر 2023 الساعة السادسة والنصف صباحًا، وفي غضون 24 ساعة، وهو الوقت الذي استغرقناه لفهم ما حدث، تحولت “إسرائيل” من حالة الإمبراطورية التي لا تُقهر، القائمة في نشوة الغطرسة، والشعور بالتفوق “أنا ولا أحد غيري”، إلى مهزومة ومحاصرة، من قوة عظمى إقليمية، وصلنا إلى وضع يستخدم فيه كل طرف في الشرق الأوسط الصواريخ والطائرات بدون طيار ضدنا“.
تفاصيل حادثة أصفهان المسخرة
ويشار إلى أن تقارير إسرائيلية وأميركية تحدثت منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم، عن توجيه إسرائيل ضربة داخل الجمهورية الإسلامية، بواسطة 3 طائرات مسيّرة من نوع كوادكوبتر، لا تزال الشكوك تدور حول مكان انطلاقها. لكن القوات المسلحة الإيرانية أكّدت بأن الانفجارات وقعت في سماء مدينة أصفهان جراء تصدي منظومات الدفاع الجوي لها.
وبالتزامن، جرى الحديث عن تنفيذ جيش الإحتلال لعمليات عدوانية في سوريا والعراق، تأكّد منها حصول هجوم بالصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة ضد مواقع للدفاع الجوي السوري في المنطقة الجنوبية، تسبب بوقوع خسائر مادية، فيما لا يزال الهجوم الإسرائيلي على العراق قيد التحقق.
وفور إعلان هذا الخبر، ضجت وسائل الاعلام في العالم وفي المنطقة، بالإشاعات والأخبار التضليلية والتهويلية – كان لافتاً بأن أغلبها كانت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وبمساعدة أوروبية من أرفع المسؤولين في الاتحاد الاوروبي، ربما من أجل تكبير حجم العملية الإسرائيلية، ولمساعدة حكومة نتنياهو على الترويج بأنها استطاعت ضرب عمق الأراضي الإيرانية، ما يدفع الى إنهاء احتمال التصعيد نحو اشتباك إقليمي وربما دولي، لا أحد يريد الوصول إليهما، وستكون لهما تداعيات لا يستطيع أحد التنبؤ بها.
لكن بالتأكيد، ستبقى القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في أعلى درجات الجهوزية، للتعامل مع أي حماقة إسرائيلية مستقبلية، بطريقة حازمة ومتناسبة معها، وربما تردّ على ما حصل في أصفهان بطريقة تناسب ما حصل أيضاً، أي من خلال ملاحقة الشبكات المشغّلة للطائرات، وتقديمهم الى القضاء، وملاحقة مشغّليهم عبر عمليات ذات طابع أمني واستخباراتي.