على من سيرسي اختيار مبعوث أممي جديد إلى ليبيا ؟
بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية
من المتوقع أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن الإسم الجديد للبعثة الأممية في ليبيا عقب استقالة غسان سلامة، بعد عامين ونصف من العمل في ليبيا، ليكون العنوان الأبرز لمهمته “الفشل” حيث كان منحازا في أغلب الأحيان إلى طرف على حساب الطرف الأخر.
وتطرح اليوم أربعة أسماء لتولي المهمة الأممية في ليبيا:
1- منجي الحامدي : هو وزير الخارجية الأسبق في زمن حكم المهدي جمعة سنة 2014،وكان الحامدي قد شغل خطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مالي ورئيس البعثة الأممية في هذا البلد، وتم اختياره لعدة عوامل:مساره الأكاديمي وتجربته السابقة مع آلية عمل منظمة الأمم المتحدة والجهود التي بذلها عند توليه رئاسة الدبلوماسية التونسية.وترفّع تجربة الحامدي في رئاسة بعثة الأمم المتحدة في مالي من حظوظه لنيل خطة المبعوث الأممي في ليبيا نظرا لتقارب أسباب أزمتي البلدين، ومطلع على حيثيات الأزمة الليبية.
2- خميس الجينهاوي: يُطرح اسم هذا الدبلوماسي التونسي على طاولة الأمين العام للأمم المتحدة لرئاسة البعثة الأممية إلى ليبيا، وهو يعدّ من أهمّ الشخصيات المطلعة على تفاصيل الأزمة الليبية، بعدما قاد خلال السنوات الماضية عندما كان على رأس الدبلوماسية التونسية، مفاوضات بين مختلف الأطراف الليبية وكانت له مساهمات كبيرة في تجميع الفرقاء في جولات من الحوار وتقريب وجهات النظر بينهم ولكنه لم ينجح، وحسب تقييمنا كان فاشلا وضعيفا ومنحازا للسراج كثيرا.
3- رمضان لعمامرة : وزير الخارجية الجزائري الأسبق، يبلغ من العمر 67 عاما، من الشخصيات الدبلوماسية الجزائرية التي ظلت في مركز القرار منذ سنوات.
ارتبط اسمه لسنوات بالدبلوماسية الجزائرية، ويوصف بأنه متعدد الكفاءات. إذ تقلد العديد من المسؤوليات في الدولة الجزائرية.
وعمل سفيرا للجزائر في عدة بلدان منها الولايات المتحدة الأمريكية وجيبوتي وإثيوبيا ،ومندوبا لدى منظمة الأمم المتحدة بين عامي 1993 و9619. كما عين مبعوثا لالمنظمة الدولية إلى ليبيريا بين 2003 و2007.
كما تم تعيينه مفوضا لمجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الأفريقي، عام 2008 نتيجة اطلاعه على الكثير من الملفات، ما سمح للجزائر بتبوء مقعد طليعي داخل هذه الهيئة المؤثرة على الساحة الأفريقية. وحسب المعطيات التي لدينا فإن تبون قد رشحه وزكاه رئيس تونس قيس سعيد وبعض الأطراف الليبية، وقد تدعمه قطر وتركيا وقد يكون تحصل على “وعد”أمريكي بالرغم من أن اسم أمريكية مطروح على القائمة. وتراهن عليه الرئاسة الجزائرية اليوم للإمساك بالملف الليبي حتى يبقى تحت”سيطرتها.”
4- ستيفاني ويليامز: هي من أبرز المرشحين..تشغل منذ شهر يوليو 2018 منصب نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، وهي من أهمّ الشخصيات الملمّة بملف الأزمة الليبية، حيث شاركت في إعداد خارطة الطريق الخاصة بتسوية تلك الأزمة وفي أغلب منتديات الحوار الخاصة بليبيا، كما قادت جهود الوساطة والمفاوضات بين كل الأطراف الليبية، وتوّلت سابقا منصب القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية بطرابلس.
وتملك خبرة لسنوات في العمل الدبلوماسي والشؤون الدولية، وهي متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، وقد تولت سابقا منصب نائبة رئيس بعثة الولايات المتحدة في العراق، سنتي 2016 و2017، وعملت أيضا في الأردن ما بين 2013 و2015 والبحرين من 2010 إلى 2013، كما شغلت منصب كبير المستشارين لشؤون سوريا ومديرة مكتب المغرب العربي، وعملت في السفارات الأميركية في عدة دول.
5- يعقوب الحلو: واحد من الشخصيات السودانية من المحتمل أن يرشحها الإتحاد الإفريقي لتولي المنصب خلفا لغسّان سلامة، ويشغل حاليا منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية.
ويمتلك الحلو خبرات متميزة في مجال العمل الأممي، إذ توّلى منذ عام 2016 منصب المنسق المقيم في ليبيريا، وعمل حتى عام 2018 نائبا للممثل الخاص للأمين العام في البعثة الأممية هناك..وسبق أن شغل من 2013 إلى عام 2016، منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة والمنسق الإنساني والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، كما كان أيضا مديرا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في جنيف (2010-2013) وممثلا إقليميا للمفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومقره الرياض 2009-2010.
كما عمل يعقوب الحلو في جمهورية تنزانيا المتحدة ممثلا لمفوضية شؤون اللاجئين في الفترة بين (2006 و2009) ومنسقا للشؤون الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (2005-2006)، ورئيسا لبعثة مفوضية شؤون اللاجئين هناك (2003-2005).
وعلى ما يبدو أن الإتحاد الإفريقي يعرض اسمه إلى جانب أسماء أخرى مطروحة.
وكان الإتحاد قد طالب منذ أشهر بتعيين مبعوث أممي من دول القارة للتعامل مع الأزمة الليبية. وعلمنا من مصادر موثقة بأن الإتحاد الإفريقي على طاولته أسماء ويبدو أن دولا إفريقية عديدة ستعارض الأسماء التي أقترحها الأمين العام للأمم المتحدة في حين أن زعماء أفارقة يرفضون أن يكون المرشح من دول الجوار على غرار تونس والجزائر.
و حسب نفس المصدر فإن الاتحاد الإفريقي لم يحسم بعدُ بين رئيس وزراء السنغال السابق والوزير الأول الموريتاني السابق وكذلك رئيس وزراء السودان الأسبق.