أخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

عائلات من الفاشر: “الدعم السريع قتل الناس من المسافة صفر”

أكدت تقارير بخصوص شهادات الناجين أن قوات الدعم السريع تعاملت مع أي رجل تحت الأربعين كمقاتل يجب إعدامه، ومع أي مدني كتابع ل القوات المسلحة السودانية يستحق الإذلال أو القتل، فوجد ما بين 170 ألفا و260 ألف مدني أنفسهم عالقين داخل المدينة التي أصبحت “معسكر موت مفتوحا”، كما وصفها الناجون.

ودفعت آلاف الأسر مبالغ طائلة للمهربين الذين يرتبط بعضهم بالدعم السريع للعبور نحو مناطق أكثر أمانا -في حين تفرق عشرات الآلاف في جهات مختلفة، ولا يزال معظمهم مفقودين، وقد وصلت 400 أسرة في البداية، معظمها من النساء والأطفال مع غياب شبه تام للرجال.وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية شنيعة، كما فقد عدد كبير من الأطفال ذويهم، وقد سجلت المنظمات الإنسانية عشرات البلاغات عن الاغتصاب، بينها شهادة فتاة في الـ17 اغتصبت بعد قتل والدها أمام عينيها،

ما جرى في الفاشر يعد إبادة جماعية  نُفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل، كما يرى السكان أن ما حدث يتجاوز مجرد معركة عسكرية، ويقول بعضهم إن قوات الدعم السريع استهدفت الهوية الاجتماعية للسكان، وقتلت أبناء قبائل بعينها مثل الجعلية.

ورغم مطالبة مجلس الأمن  برفع الحصار، لم ينفذ القرار بعد، وهو ما ربطته مصادر محلية بالعمل على طمس الأدلة عبر حرق الجثث وحفر مقابر جماعية، وبالفعل أظهرت صور الأقمار الصناعية وشهادات عدة أن قوات الدعم السريع بدأت إخفاء الأدلة بحفر المقابر، في وقت تجبر فيه آلاف المدنيين على العودة إلى الفاشر لإخراج مشاهد توزيع مساعدات إنسانية أمام الكاميرات.وعبر الناجون عن إحساس عميق بأن العالم تخلى عنهم، تقول أسماء إن “كل ما يحدث الآن مسرحية، يريدون الإيحاء بأن شيئا لم يقع، الفاشر منسية، والعالم أغمض عينيه”، وبالفعل انهارت مدينة الفاشر بالكامل تحت حصار طويل، وجرائم لا تزال مستمرة وسط غياب أي مساءلة.تتعرض مدينة بابنوسة في غرب كردفان منذ أسابيع لحصار تفرضه قوات الدعم السريع. وقد حذرت الأمم المتحدة من استمرار الأوضاع الإنسانية في التدهور، وصولا إلى تكرار سيناريو مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

وتستهدف قوات الدعم السريع بابنوسة بالقصف المدفعي والمسيّرات الإستراتيجية، حسب بيان للجيش السوداني الذي ينفي سقوطها.وتتميز بابنوسة بموقع حيوي وإستراتيجي يجعل السيطرة عليها عاملا حاسما في خريطة السيطرة، خاصة أن عدد سكانها لا يتجاوز 300 ألف نسمة.ولا يمكن للجيش السوداني الوصول إلى أجزاء من دارفور أو أجزاء أخرى من كردفان بدون المرور على بابنوسة، ما يجعل سقوطها بأيدي قوات الدعم السريع قطعا لطرق إمداد رئيسة للجيش.أما بالنسبة لقوات الدعم السريع، فإن السيطرة على بابنوسة قد يفتح لها الطريق نحو مدينة الأبيض في شمال كردفان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق