طهران تتمسك بالمفاوضات غير المباشرة وتطالب واشنطن بإثبات الجدية قبل أي تقارب

قسم الأخبار الدولية 07/04/2025
رفضت إيران المقترح الأميركي بشأن إجراء مفاوضات مباشرة، وأكدت أن أي خطوة تفاوضية جديدة لن تتم إلا إذا أثبتت واشنطن جديتها. جاء ذلك في سياق رد طهران على مهلة منحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي تضمنت تهديدًا باللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل التوصل إلى اتفاق خلال شهرين.
كما أوضح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه ممثلين عن الأحزاب السياسية في بلاده أن إيران لا تمانع التفاوض كخيار استراتيجي، لكنها لن تدخل في أي محادثات “بأي ثمن” أو تحت “التهديد والإذلال”. وأضاف أن بلاده ليست في وارد السعي لحرب أو فوضى أو امتلاك أسلحة نووية، مؤكداً أن برنامج إيران النووي لا يخدم أهدافًا عسكرية، بل يخضع لفتوى دينية من المرشد الأعلى تحظر تطوير السلاح النووي.
وجاءت تصريحات بزشكيان في وقت أكد فيه وزير الخارجية عباس عراقجي أن إيران ردت عبر الوسيط العُماني على رسالة ترمب، مشدداً على أن طهران ترفض المفاوضات المباشرة لكنها منفتحة على محادثات غير مباشرة. وأضاف: “الكرة الآن في ملعب أميركا… ولسنا مستعجلين”.
وفيما تتواصل المساعي عبر قنوات الوساطة، نفت الخارجية الإيرانية تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء خاص جمع المرشد علي خامنئي برئيس البرلمان محمد باقر قاليباف لاتخاذ قرار بشأن بدء مفاوضات مباشرة، أو عن تعيين شخصيات مثل علي لاريجاني أو محمد جواد ظريف ضمن وفد تفاوضي محتمل. وقال عراقجي إن وزارة الخارجية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة أي مفاوضات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات إيرانية إقليمية لتثبيت التهدئة وتعزيز العلاقات مع دول الجوار، بحسب ما أكده بزشكيان، في حين لا تزال العلاقات مع واشنطن خاضعة لشروط دقيقة أبرزها وقف الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية.
رسائل إيران، على لسان مسؤوليها، تعكس موقفاً حذراً يوازن بين الانفتاح الدبلوماسي ورفض الابتزاز السياسي، في وقت يترقب فيه الوسط الدولي مؤشرات جدية من الجانبين لإعادة إحياء مسار تفاوضي متعثر منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.