أخبار العالمإفريقيا

طرابلس تنزلق نحو الحافة قبل أن تلتقط أنفاسها بهدنة هشة تتوسطها قوات فض النزاع والأمم المتحدة تراقب عن كثب

قسم الأخبار الدولية 16/05/2025

استعادت العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً بعد يومين من القتال العنيف الذي اندلع بين قوات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة ومسلحين من جهاز «قوة الردع الخاصة» وحلفائهم، ما دفع السلطات إلى فرض هدنة طارئة تحت مراقبة دولية مشددة.

وبدأت سبع كتائب وألوية مسلحة، من بينها «شعبة الاحتياط» التابعة لقوة مكافحة الإرهاب، في الانتشار عند نقاط التماس في وسط العاصمة لتفصل بين المتقاتلين، وسط تحذيرات من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من انهيار محتمل للهدنة إذا ما استمرت الاستفزازات أو تسللت عناصر “مندسة” إلى خطوط التماس، كما ورد في تقارير أمنية.

الأمم المتحدة تحذر من انتكاسة وتطلق آلية لحفظ الاستقرار

دعت البعثة الأممية جميع التشكيلات المسلحة إلى العودة إلى ثكناتها فوراً، مشددة على أن أي تصعيد جديد قد يعطل تقديم الخدمات الأساسية ويعرض الاقتصاد والبنية التحتية المدنية للخطر، وقد يمتد تأثيره إلى باقي مناطق الغرب الليبي. وأشارت البعثة إلى أنها بصدد تفعيل «آلية مخصصة» لدعم وإدامة الهدنة، محذّرة من أن أي اعتداء على المدنيين أو البنية التحتية قد يرتقي إلى مستوى الجرائم الدولية.

وأكدت البعثة خلال اجتماع عقدته الممثلة الخاصة للأمين العام هانا تيتيه ونائبتها ستيفاني خوري مع عدد من شيوخ وأعيان طرابلس ومدن الزاوية والزنتان ومصراتة وجادو، على ضرورة تفعيل المبادرات المحلية لضمان تنفيذ الوساطة.

قوات محايدة وفرق طبية في الميدان وسط غياب للإحصاءات الرسمية

تشكلت قوة فض الاشتباك من «جهاز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة»، و«جهاز القوة المساندة»، و«الكتيبة 603»، و«اللواء 53»، و«اللواء 222 مجحفل»، وتمركزت في أماكن الاشتباك السابقة، مدعومة بفرق طبية ودعم لوجستي. وبينما امتنعت السلطات عن الإعلان عن حصيلة الضحايا، أشارت تقديرات ميدانية إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً وسقوط عشرات الجرحى.

مديرية أمن طرابلس نبهت إلى مخاطر حقيقية من محاولات لإثارة الفتنة، مشيرة إلى معلومات استخباراتية تفيد بمحاولات تسلل عناصر مجهولة إلى خطوط التماس لإشعال جولة جديدة من الاقتتال.

الاتحاد الأوروبي وفرنسا يدعمان جهود التهدئة ويدحضون الشائعات

دعا سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا، نيكولا أورلاندو، إلى احترام الهدنة والعمل على إحياء مسار سياسي حقيقي يؤدي إلى انتخابات وطنية، نافياً ما وصفه بـ«المعلومات المضللة» عن مغادرة بعثات دبلوماسية للبلاد، مؤكداً أن بعثة الاتحاد الأوروبي لا تزال تعمل بكامل طاقمها من طرابلس.

من جهته، أجرى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، اتصالاً بالمبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا، بول سولير، الذي أعرب عن دعم باريس الكامل للمجلس الرئاسي وخطواته لضمان الأمن والاستقرار. وشدد المنفي على ضرورة تثبيت وقف دائم لإطلاق النار وملاحقة من يعرقل جهود التهدئة داخلياً ودولياً.

وسط هذا المشهد، تترقب طرابلس الأيام المقبلة بحذر، إذ تخوض اختباراً دقيقاً بين مسار السلام الهش وتهديدات الانزلاق مجدداً إلى فوضى السلاح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق