أخبار العالمإفريقيا

طرابلس: اشتباكات مسلحة في منطقة السياحية تعكس تعقيدات المشهد الأمني الليبي

شهدت منطقة السياحية غرب العاصمة الليبية طرابلس، تحديدًا قرية المغرب العربي المعروفة بـ”الريقاطة”، اشتباكات مسلحة عنيفة فجر اليوم الأربعاء. واندلعت هذه المواجهات بعد محاولة مجموعة مسلحة العودة إلى القرية التي تم إخلاؤها مسبقًا وتسليمها لوزارة الداخلية، وذلك ضمن خطة الترتيبات الأمنية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار في طرابلس.

في هذا السياق، أعرب وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عماد الطرابلسي، عن استنكاره لهذه الأعمال التي وصفها بـ”الإجرامية” و”ترويع المواطنين”، مؤكدًا التزام الوزارة باستخدام كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك “القوة المفرطة”، لفرض سيادة القانون واستعادة السيطرة على الوضع الأمني. وذكر الطرابلسي أن الوزارة أصدرت أوامر عاجلة بتشكيل قوة أمنية مشتركة تضم مديرية أمن طرابلس، جهاز دعم الاستقرار، وجهاز دعم المديريات، إلى جانب قوة العمليات الخاصة، للتدخل تحت إشراف مباشر من الوزارة.

تصاعدت التوترات الأمنية في العاصمة الليبية خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس استمرار التحديات التي تواجه السلطات في إدارة الأمن وسط الانقسامات السياسية والأمنية. وجاءت الاشتباكات الأخيرة كاختبار لفعالية الترتيبات الأمنية الجديدة التي اعتمدتها حكومة الوحدة الوطنية، والتي تهدف إلى إنهاء ظاهرة المجموعات المسلحة الخارجة عن السيطرة، وإعادة بسط الأمن في المناطق الساخنة.

ويرى محللون أن هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة قضية المجموعات المسلحة التي تسيطر على أحياء كاملة في طرابلس، وهو ما يمثل عقبة أمام جهود الحكومة لتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية. وتثير الاشتباكات مخاوف من تصعيد أوسع إذا لم يتم احتواء الوضع بسرعة، لا سيما في ظل البيئة الهشة التي تعيشها ليبيا بعد سنوات من الصراع الداخلي.

تواجه الحكومة الليبية الآن ضغوطًا متزايدة لضمان حماية المدنيين ووضع حد للتعديات المسلحة، وهو ما يتطلب تحركات حاسمة قد تشمل إعادة هيكلة شاملة للمؤسسات الأمنية وتفعيل اتفاقات دولية لدعم الاستقرار في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق