طالبان و”داعش- ولاية خراسان” والمستقبل الغامض في أفغانستان
كابول-أفغانستان-13-9-2021
تتخوف الدوائر الغربية والإقليمية من سيطرة طالبان على الوضع في البلاد على أثر انسحاب القوات الأمريكية، ولايزال الغموض سيد الموقف إزاء التوجهات السياسية والعقدية التي سينتهجها الحكام الجدد خاصة أنهم مزهوون الآن بعودتهم القوية وبين أيديهم ترسانة من الأسلحة الحديثة التي تركتها القوات الأمريكية.
ويتركز التخوف بالأساس على إمكانية وجود التنظيمات الإرهابية ساحة جديدة للتحرك بعد الضربات القاصمة لـ”داعش” و”القاعدة”في العراق وسوريا، في حين أن الجانب الآخر من التخوف يكمن في السياسات الداخلية من حيث كبت الحريات ومنع الإختلاط والنكوص عن المكتسبات المتعلقة بحرية المرأة وحقوق الإنسان.
إلى جانب ذلك، لا يزال تنظيم داعش “ولاية خرسان “ينشط في البلاد، وقد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الدامي الذي ضرب مطار كابول وأوقع بأكثر من 150 شخصا بين قتيل وجريح…
“داعش- ولاية خراسان” ظهر لأول مرة في شرق أفغانستان أواخر عام 2014، وذاع صيته سريعاً بسبب عملياته الإرهابية المروعة والدموية، فيما يقول خبراء إن التنظيم تأسس على أيدي عناصر متطرفة من حركة “طالبان باكستان” فروا إلى أفغانستان عندما شنت قوات الأمن الباكستانية حملة ضدهم.
وتشير بعض المصادر إلى أن “شهاب المهاجر”هو زعيم فرع “داعش” في المنطقة، ويعتقد أن الجماعة لديها ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي.
قاتل التنظيم الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على حد سواء، ويعتقد مسؤولو مخابرات أميركيون أن الحركة تستغل الاضطرابات التي أدت إلى انهيار الحكومة لتوسيع قاعدتها وتكثيف عمليات التجنيد بين عناصر طالبان الساخطين.
وكان التنظيم قد دخل منذ البداية في مواجهات مع حركة طالبان في أفغانستان للسيطرة على مناطق رئيسية على الحدود مع باكستان مرتبطة بتهريب المخدرات وسلع أخرى، وفي الوقت نفسه نفذ التنظيم أيضاً سلسلة من التفجيرات الانتحارية في كابول ومدن أخرى ضد الحكومة السابقة وأهداف عسكرية أجنبية.
وتنوعت هجماته ما بين عمليات إعدام بشعة لوجهاء القرى وقتل موظفي الصليب الأحمر وشن هجمات انتحارية وسط الحشود.
وذكر مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، أن تنظيم “داعش – ولاية خراسان” يضم باكستانيين من جماعات متطرفة أخرى ومتطرفين أوزبك إضافةً إلى أفغان.
ومع فقدان تنظيم الدولة الإسلامية وجوده الفعلي في العراق وسوريا، “تحول الاهتمام بشكل متزايد إلى أفغانستان كقاعدة لخلافته العالمية”، بحسب دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية.
وتقول الأمم المتحدة إن الجماعة تعتمد في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا، وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه “بالرغم من الخسائر العامة خلال عام 2020، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للبلاد والمنطقة بشكل أوسع”..
وبحسب الأمم المتحدة، شن التنظيم، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 وحده، 77 هجوما في أفغانستان، بزيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، التي أعلن فيها التنظيم مسؤوليته عن21 هجوما.