آسياأخبار العالم

طالبان تعلن اعتزامها المشاركة في قمة دول “بريكس” المقبلة وتؤكد على أهمية التكتل الاقتصادي

أعربت حركة طالبان عن رغبتها في المشاركة في القمة المقبلة لدول مجموعة “بريكس” (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا)، مؤكدة على أهمية هذا التكتل الاقتصادي في تعزيز التعاون الدولي ودعم التنمية الاقتصادية، خاصة للدول النامية. جاء هذا التصريح في إطار سعي الحركة لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان منذ عام 2021.

ترى طالبان أن الانضمام إلى منصة اقتصادية مثل “بريكس” يمكن أن يعزز من شرعيتها الدولية ويفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول كبرى مثل الصين وروسيا، وهما دولتان لهما تأثير قوي داخل المجموعة. كما يمكن لهذا التكتل أن يوفر لطالبان فرصة لتحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان التي تعاني من انهيار اقتصادي حاد بعد انسحاب القوات الأجنبية وتجميد المساعدات الدولية.

ومنذ عودتها إلى السلطة، تسعى طالبان جاهدة للحصول على اعتراف دولي بحكومتها، وهو ما لم يتحقق بعد من معظم الدول الكبرى. ورغم ذلك، نجحت الحركة في إقامة علاقات مع عدد من الدول، خاصة الصين وروسيا، اللتين تربطهما مصالح اقتصادية وجيوسياسية بالمنطقة. الصين على وجه الخصوص، أبدت اهتماماً بأفغانستان نظراً لموقعها الاستراتيجي، وأيضاً لرغبتها في استغلال الثروات الطبيعية الهائلة الموجودة في البلاد مثل الليثيوم، الذي يعد عنصراً حيوياً في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.

وتهدف مجموعة “بريكس”، التي تأسست عام 2006، إلى تعزيز التعاون بين الاقتصادات الناشئة وتعزيز التنمية المتساوية على المستوى العالمي. وتتمتع دول المجموعة بنفوذ اقتصادي وسياسي كبير، حيث تمثل حوالي 40% من سكان العالم وما يقارب 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وتأتي قمة “بريكس” المقبلة في ظل عالم يشهد تحولات اقتصادية وسياسية كبرى، خاصة مع تعاظم التوترات بين الغرب والشرق، مما يجعل التكتلات الاقتصادية مثل “بريكس” أكثر أهمية بالنسبة للدول التي تسعى إلى الابتعاد عن الهيمنة الغربية.

ورغم محاولاتها للانضمام إلى المنظمات الدولية والمشاركة في المنتديات العالمية، تواجه طالبان تحديات كبيرة على الساحة الدولية. من أبرز هذه التحديات هو سجلها الحقوقي، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والحريات العامة، وهو ما دفع العديد من الدول إلى رفض الاعتراف بحكومتها أو التعاون معها. كما أن أفغانستان تعيش في وضع اقتصادي متدهور بسبب العزلة الدولية والعقوبات المفروضة على البلاد، مما يجعل أي مشاركة دولية في قمم مثل “بريكس” فرصة نادرة لتحسين وضعها السياسي والاقتصادي.

إلى جانب ذلك، يبقى المستقبل السياسي لطالبان غامضاً إلى حد ما، خاصة في ظل الضغوط الداخلية والدولية التي تواجهها. ومع ذلك، فإن مشاركتها المحتملة في قمة “بريكس” قد تكون خطوة نحو تعزيز علاقاتها مع الاقتصادات الناشئة وفتح قنوات جديدة للدعم الاقتصادي والسياسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق