آسياأخبار العالم

«طالبان» تسعى لفك العزلة المالية عبر تسويات تجارية بالعملات المحلية مع موسكو وبكين

قسم الأخبار الدولية 23/05/2025

دخلت حكومة «طالبان» في أفغانستان مرحلة متقدمة من المفاوضات مع روسيا، وبدأت خطوات أولى مع الصين، بهدف إجراء معاملات تجارية مشتركة باستخدام العملات المحلية، في مسعى مشترك لفك العزلة المفروضة على الاقتصادين الخاضعين للعقوبات الدولية، وتخفيف الاعتماد على الدولار الأميركي في المبادلات التجارية.

وكشف القائم بأعمال وزير التجارة في حكومة «طالبان»، نور الدين عزيزي، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن فرقاً فنية من البلدين تدرس حالياً آلية تنفيذ تسوية المعاملات المالية بالروبل الروسي والأفغاني، مضيفاً أن محادثات أولية أُجريت أيضاً مع السفارة الصينية في كابل لبحث مقترح مماثل.

وتندرج هذه المبادرة ضمن توجه روسي أوسع لتوسيع استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري، في ظل القيود الغربية المفروضة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وتزامناً مع انخفاض كبير في المساعدات الدولية التي كانت تشكّل شريان حياة للاقتصاد الأفغاني، لا سيما بعد انسحاب القوات الأميركية وسيطرة «طالبان» على الحكم عام 2021.

وأوضح عزيزي أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفغانستان يبلغ حالياً نحو 300 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى إمكانية رفعه مع توسيع الواردات من النفط والبلاستيك الروسي، في حين تتجاوز المبادلات التجارية مع الصين مليار دولار سنوياً. وكشف عن تشكيل فريق عمل مشترك مع بكين لدراسة المقترح.

وذكر الوزير أن هذه الخطوة ستعود بالفائدة على الاقتصاد الأفغاني، إذ إنها تُخفف الضغط على احتياطات البلاد من الدولار، وتُسهم في تعزيز الاستقرار المالي. كما لفت إلى وجود مخاوف مستمرة من تراجع تدفق الدولار، لا سيما مع تقلص المساعدات الإنسانية، مما دفع الحكومة إلى تشجيع الاستثمار من الجاليات الأفغانية بالخارج.

ويُنظر إلى هذه المبادرات باعتبارها جزءاً من إعادة التموضع الإقليمي لكل من موسكو وطالبان، في مواجهة منظومة العقوبات الغربية. وبينما تحاول روسيا التحرر من نظام الهيمنة النقدية الغربية، تسعى طالبان لإيجاد مسارات بديلة لربط اقتصادها بالأسواق المجاورة، وسط عزلة دبلوماسية ومصرفية خانقة.

ويُذكر أن أفغانستان وقعت في 2022 اتفاقاً كبيراً مع روسيا لاستيراد النفط والقمح والغاز، في أول صفقة اقتصادية بارزة بعد عودة الحركة إلى السلطة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق