أخبار العالمأمريكا

«طالبان» ترفض طلب ترمب استعادة قاعدة باغرام الأفغانية

رفضت حركة «طالبان» مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، التي كانت المقر الأبرز للقوات الأميركية وقوات «الناتو» حتى الانسحاب الأميركي في أغسطس 2021. وجاء موقف الحركة رغم تصريحاتها التي أبقت الباب مفتوحاً أمام حوار سياسي واقتصادي مع واشنطن بعيداً عن أي وجود عسكري جديد.

كشف ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن أن إدارته تدرس إعادة فتح ملف باغرام، مبرراً ذلك بقيمتها الاستراتيجية «لقربها من مواقع تصنيع الأسلحة النووية الصينية»، على حد تعبيره. وأضاف أن القاعدة لم يكن ينبغي التخلي عنها، ملمحاً إلى أن النقاشات حول استعادتها تجري فعلاً، وهو ما اعتبرته «طالبان» موقفاً مرفوضاً رغم إبداء استعدادها للتواصل مع الأميركيين في مجالات أخرى قائمة على «الاحترام المتبادل».

في المقابل، اتخذت تصريحات مسؤولين في الحركة طابعاً أكثر حدة؛ إذ كتب نائب الوزير مهاجر فرحي على منصة «إكس» مقتطفاً شعرياً يؤكد أن من «حطموا رؤوسهم بالصخور مع الأفغان لم ينعموا بالسلام»، في إشارة إلى الهزيمة الأميركية.

من جهتها، علّقت الصين على المسألة عبر خارجيتها بالتشديد على احترام سيادة أفغانستان، ورفض أي محاولات لإشعال التوترات الإقليمية، مؤكدة أن مستقبل البلاد يجب أن يقرره الأفغان وحدهم. ويعكس هذا الموقف رغبة بكين في منع تحويل أفغانستان إلى ساحة تنافس جديدة مع واشنطن قرب حدودها.

وتأتي هذه التطورات في ظل عزلة دولية مستمرة لحكومة «طالبان»، التي لم تحظَ حتى الآن باعتراف رسمي واسع باستثناء روسيا، فيما يواجه اقتصادها أزمة خانقة بسبب ضعف الاستثمارات والمساعدات الخارجية. أما قاعدة باغرام نفسها، التي تبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة، فقد بقيت رمزاً للوجود الأميركي في أفغانستان على مدى عقدين، ولا تزال بقايا المعدات والزي العسكري الأميركي معروضة في أسواق كابول، شاهدة على مرحلة انسحاب فوضوي ترك فراغاً أمنياً واقتصادياً لم يُسد حتى الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق