طائرات الشحن التركية تحمل المزيد من السلاح والمرتزقة إلى ليبيا وسط تحركات مريبة للميليشيات
طرابلس-ليبيا-18 مايو 2021
حذر خبراء سياسيون في ليبيا من تكرار سيناريو عملية “فجر ليبيا” الإرهابية عام 2014 التي أشعلها تنظيم “الإخوان” في البلاد بعد خسارته المدوية في الإنتخابات التشريعية آنذاك.
وتأتي هذه التحذيرات بعد رصد تحركات كثيفة للميليشيات وعودة طائرات الشحن التركية للحط في المطارات الليبية محملة بالسلاح والمرتزقة.
وحطت طائرة عسكرية تركية في قاعدة الوطية الجوية الأسبوع الماضي، حسب ما ذكر موقع “فلايت رادار 24” المتخصص في الرصد الجوي، فيما أكدت مصادر متطابقة أن الطائرة كانت تنقل شحنات من الأسلحة والمرتزقة السوريين.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هناك تزايدا في نشاط المرتزقة في الأراضي الليبية، فضلا عن رصد تحركات عسكرية جديدة تقوم بها بعض الميليشيات.
وأضاف غوتيريش، أن ليبيا “لم تشهد أي تراجع في عدد المسلحين الأجانب أو أنشطتهم”، مشيرا إلى أنه “برغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف، إلا أن أنشطة الشحن الجوي متواصلة إلى قواعد عسكرية مختلفة”.
وبحسب مصادر مطلعة، تم رصد تحركات مريبة لبعض الميليشيات التابعة لتنظيم”الإخوان”، وتشير عدة تقارير إلى إن هناك حاليا خلافات ضخمة بين أمراء تلك المليشيات بسبب بعض الأمور السياسية.
وأكدت المصادر أن هذه الخلافات دفعت تنظيم “الإخوان”الإرهابي إلى طلب إعادة تموضع ميليشياته وإعلان حالة الطوارئ داخلها، تحسبا لوقوع أي اشتباكات.
وأوضحت المصادر أن جماعة” الإخوان” تخشى الخروج دون أي مكاسب سياسية، وأنها أعطت أوامرها للميليشيات المجرمة بالجاهزية للتحرك في أي وقت للسيطرة على الغرب الليبي بأكمله، وإزاحة أي قوى معارضة لها، حتى ولو كانت حليفة في السابق.
من جهته،أكد عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني، في تصريحات صحفية، أن هناك تزايدا ملحوظا في دخول المرتزقة الأجانب إلى ليبيا، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية جديدة في عدة مناطق.
وأضاف أن هذا التحرك قد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، مؤكدا أن تركيا لا تريد إخراج قواتها من ليبيا اعتمادا على الإتفاقية المشبوهة التي وقعتها مع عميلها السراج.
يدوره، قال المحلل السياسي محمد اللافي، إن وجود الميليشيات وسيطرتها على أراضي ليبية دون أن تكون تحت تصرف أو مسؤولية الحكومة خطر كبير على المصالحة الليبية، خاصة أن هناك أطرافا دولية مثل تركيا تحرك هذه الكيانات المسلحة.
وأضاف أن تركيا مازالت تلعب بورقة هذه الميليشيات من تحت الطاولة وأكبر دليل على ذلك ما تعرض له المجلس الرئاسي، عندما قام بتعيين رئيس المخابرات حسين العائب بديلا عن عماد الطرابلسي المعين من قبل السراج المنفذ لأوامر أنقرة.
وأوضح أن هذه الميليشيات من المؤكد أنها تعبث بالأمن في ليبيا، والجميع يعلم جيدا ما قامت به الجماعات المسلحة عام 2014 عندما أبعدتهم الانتخابات عن المشهد السياسي.
وحذر اللافي من تكرار سيناريو هذه الحرب، خاصة أن هناك تشابها كبيرا بين أحداث الماضي والأحداث الحالية التي تمر بها التنظيمات المشغلة لهذه الميليشيات من تخبط سياسي نتيجة إبعادها عن المشهد.
أما المحلل السياسي فايز العريبي فأوضح أن الميليشيات في طرابلس تقف ضد تحويل إدارة المؤسسات إلى عناصر مهنية تتولى قيادتها، وأنها أحد أشكال إعاقة توحيد المؤسسات.
وأضاف أن كافة الأحداث في غرب ليبيا، والتي كان آخرها حصار المجلس الرئاسي، تعد إشارة قوية لسيطرة الميليشيات ومحاولة عرقلة كافة المسارات التي يقودها المجلس.