ضمن صراع الإرادات في أمريكا اللاتينية : فوز التقدمي ألبرتو فرنانديز برئاسة الارجنتين
فاز مرشح اليسار البيروني بالأرجنتين، ألبرتو فرنانديز،على خصمه الرئيس المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري، في الإنتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.
وتعهد فرنانديز ، عقب الإعلان عن نتائج الإنتخابات، ببناء الأرجنتين التي يستحقها الأرجنتينيون، مشيراً إلى أن الحكومة عادت إلى أيدي الناس.
وصرح فرنانديز في وقت سابق، بأنه يجب طي الصفحة المشينة التي بدأت كتابتها في 10 ديسمبر 2015، في كانت الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع فرنانديز، تقف إلى جانبه.
وبانتخاب فرنانديز، ينهي الرئيس الحالي ماوريسيو ماكري ولايته خلال أسوإ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين منذ 2001، حيث شهدت انكماشا منذ أكثر من عام وتضخما كبيرا بلغ 37.7% ومعدل فقر يطال 35.4% من السكان أو واحدا من كل ثلاثة أرجنتينيين.
تخرج فرنانديز، البالغ من العمر 60 عاما، في كلية الحقوق، واقتحم عالم السياسة للمرة الأول في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، في نهاية فترة الديكتاتورية العسكرية.
وشغل خلال معظم حياته السياسية، عضوية الحزب العدلي، الذي يتبع مبادئ الرئيس الأسبق خوان بيرون.
وترأس فرنانديز حملة الرئيس دي كيرشنر الإنتخابية في عام 2003، ثم حملة زوجة دي كيرشنر الرئاسية في عام 2007، وفي فترة حكم كل منهما للبلاد، تولى منصب رئيس مجلس الوزراء.
واستقال في عام 2008 بعد خلاف حاد مع الرئيسة كريستينا دي كيرشنر، وكان معارضا لسياسات مثل محاولات تسييس القضاء والحد من نفوذ جماعة إعلامية معارضة. و
يُنظر إلى الرئيس المنتخب كقوة موحدة تجمع القوى المؤيدة والمناهضة للبيرونية، وهي حركة سياسية تقوم على فكر الرئيس الأرجنتيني الأسبق خوان دومينغو بيرون، في حركة”جبهة الجميع””فرينتي دي تودوس”، وهي جبهة عريضة ركزت على إبعاد الرئيس ماكري من منصبه.
وفرنانديز هو حليف الرئيسة الأرجنتينة السابقة كيرشنر التي تآمرت أمريكا عليها لإقصائها بسبب سياساتها الوطنية والتحررية في أمريكا الجنوبية وتحالفها مع شافيز وكاسترو ووقوفها ضد الإحتلال الإسرائيلي واعتداءاته ضد لبنان وفي فلسطين.
وقد عانت دول أمريكا اللاتينية وعلى مدى قرون طويلة من التدخل الإقتصادي والسياسي والعسكري في شؤون دولها وفرض سياسات خاصة على قيادات هذه الدول تخدم مصالح رأس المال الأمريكي المالي والنفطي ومصالح شركات صناعة السلاح الأمريكي على حساب شعوب أمريكا الجنوبية التي تعاني من البطالة والفقر والعنف وتجارة المخدرات ولذلك تنامت في هذه الدول مشاعر معادية للولايات المتحدة وتتهم عديد القوى السياسية في أمركا الوسطى والجنوبية واشنطن بالقيام بمحاولات الإطاحة بالحكومات التقدمية في المنطقة، المنتخبة ديمقراطيا وهو ما أشّرت إليه بعض التحولات السياسية بأمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة والتي تحركها الأحزاب والحركات اليمينية المدعومة من إعلام طبقة رجال الأعمال وجماعات المصالح للتخلص من الحكومات التقدمية.
وجاءت نتائج الإنتخابات الأرجنتينية وقبلها البوليفية لتثبت أن صراع الإرادات مستمر في المنطقة، وأن الشعوب قد تنتكس مسيرتها لبعض الوقت في حالة انعدام الوعي الضروري،إلا أنها تظل مدركة لبوصلة تحررها وسعيها للمساهمة في جعل العالم أكثر أمنا وتعاونا وعدلا.