أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

ضغط أميركي غير مسبوق يطوّق نتنياهو… وترمب يفرض إيقاعه على مستقبل غزة

كشف الباحث الإسرائيلي شلوم ليبنر، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنترست»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه واحدة من أصعب لحظاته السياسية منذ عودته إلى الحكم، في ظل ضغوط «غير مسبوقة» يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي بات – بحسب ليبنر – اللاعب الأكثر تأثيراً في صياغة ترتيبات ما بعد حرب غزة.

ويؤكد الباحث، الذي عمل مع سبعة رؤساء حكومات إسرائيليين، أن ترمب يندفع نحو إبرام اتفاق نهائي بشأن غزة، وهو اتفاق قد يوجّه «ضربة سياسية موجعة» لنتنياهو ويقوّض جزءاً كبيراً من نفوذه الداخلي.

فراغ في القيادة داخل إسرائيل

جاءت شدة الضغوط الأميركية في لحظة تعاني فيها الحكومة الإسرائيلية من تراجع حاد في تماسكها الداخلي، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة رحيل أبرز معاوني نتنياهو:

  • استقالة رون ديرمر، الذراع السياسية الأكثر قرباً منه.
  • إقالة مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
  • مغادرة مدير ديوانه تساحي برافيرمان لتولي منصب دبلوماسي في لندن.

ويشير ليبنر إلى أن هذه الانسحابات خلقت فراغاً تشغيلياً في وقت «مفصلي» يُفترض فيه اتخاذ قرارات استراتيجية حول مستقبل غزة.

ترمب يملأ الفراغ ويقود المشهد

يوضح التقرير أن ترمب، مدعوماً بفريق واسع من كبار المسؤولين الأميركيين، فرض حضوراً سياسياً كثيفاً في إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، متجاوزاً دوره التقليدي كوسيط، ليصبح «الحكم النهائي» في كل ما يخص غزة.

وتشمل الضغوط الأميركية:

  • ربط المساعدات العسكرية والمالية بامتثال إسرائيل لترتيبات وقف النار.
  • رفض أي دور لحكومة إسرائيل في تعطيل الهدنة أو توسيع العمليات.
  • التدخل المباشر لإلغاء إجراءات إسرائيلية كانت تستهدف تقليص المساعدات الإنسانية أو توسيع الانتشار العسكري.

ويبرز ليبنر أنّ البيت الأبيض رفض بشكل قاطع فكرة ضمّ الضفة الغربية، محذراً بأن «إسرائيل ستفقد دعمها الأميركي بالكامل» إذا أقدمت على ذلك.

حكومة محبطة… ونتنياهو محاصر

يشير التقرير إلى أن نتنياهو، الذي كان يتباهى سابقاً بقدرته على إدارة العلاقة مع واشنطن، بات اليوم متهماً داخلياً بـ«التنازل عن السيادة» أمام ترمب، فيما تعمّقت حالة الإحباط داخل حكومته بعدما خيّب الرئيس الأميركي آمال اليمين الإسرائيلي بتقليص مساحة الرد العسكري.

حتى في ما يتعلق بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، تؤكد مصادر ليبنر أن الملفات الحساسة – طبيعة الحكم المستقبلي بغزة، حدود نزع سلاح «حماس»، ومساحات الانتشار الإسرائيلي – ستضع نتنياهو في مواجهة مباشرة مع أجندة ترمب، الذي يفضّل تسويات أسرع وأوسع.

لحظة حاسمة في العلاقة

وينهي التقرير بالإشارة إلى أن نتنياهو للمرة الأولى منذ سنوات يجد نفسه «في موقع دفاعي»، وعالقاً بين ضغوط داخلية تطالبه بالحسم العسكري، وضغوط أميركية تفرض عليه مساراً سياسياً لا يملك ترف رفضه.

ويبدو – وفق تحليل ليبنر – أن «الدهس الترمبي» قد يترك آثاراً طويلة الأمد على مستقبل نتنياهو السياسي، وربما على شكل الترتيبات التي ستعيد رسم ميزان القوى في غزة والمنطقة بأكملها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق