آسياأخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

ضربات تحت المجهر.. تقييم إسرائيلي متحفظ لضربة فوردو رغم التصريحات الأميركية المتفائلة.. ضربات لا تعدو “الاستعراض”

تواصلت ردود الفعل المتباينة حول نتائج الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية، إذ كشف مصدر إسرائيلي لشبكة “إيه بي سي نيوز” أن الضربة التي استهدفت موقع فوردو النووي في 22 يونيو “ليست جيدة”، ما يعكس حالة من التحفظ داخل المؤسسات الإسرائيلية رغم التصريحات الأميركية المنتشية بـ”النجاح الكاسح”.

وأشار المصدران الإسرائيليان، اللذان لم تُذكر هويتهما، إلى أن تقييم النتائج النهائية للعملية لا يزال مبكرًا، وأنه لا توجد حتى الآن معطيات دقيقة حول حجم ما تم نقله من اليورانيوم المخصب قبل الضربة أو عدد أجهزة الطرد المركزي التي ظلت صالحة للعمل. وأوضح أحد المصدرين أن التحقق من هذه التفاصيل قد يستغرق شهورًا، وقد يكون مستحيلاً في بعض الحالات.

ورغم هذا التحفظ، واصلت واشنطن الدفاع عن العملية. فقد صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الضربات ألحقت “دمارًا شاملًا” بالقدرات النووية الإيرانية، وأعادت البرنامج النووي “عقودًا إلى الوراء”، مؤكدًا أن طهران “لن تصنع قنابل نووية لوقت طويل”.

وتزامن ذلك مع إعلان الخارجية الإيرانية أن منشآتها “تضررت بشدة”، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما لزم الجانب الإيراني الصمت بشأن حجم الخسائر التقنية والنووية الدقيقة، ما زاد من الضبابية التي تكتنف نتائج العملية.

وبحسب تقرير استخباري سري تسرب لوسائل إعلام أميركية، فإن الشكوك ما زالت قائمة حول فعالية الضربات التي استهدفت ثلاثة مواقع استراتيجية: فوردو ونطنز وأصفهان، والتي نُفذت في إطار الحرب التي شنتها إسرائيل منتصف يونيو الجاري، واستمرت 12 يومًا، قبل إعلان ترمب عن وقف إطلاق نار تم التوصل إليه مؤخرًا.

من جهته، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين بأن إسرائيل وجهت “ضربة موجعة” للبرنامج النووي الإيراني، لكنها لم تصل بعد إلى “تقييم شامل للنتائج”، وهو موقف ينسجم مع تقديرات مصدرَي “إيه بي سي نيوز”.

وفيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربة المشتركة تمثل “انتصارًا تاريخيًا” أوقف مشروع إيران النووي، شكك مراقبون في إمكانية الحكم النهائي على العملية، خاصة في ظل ما يُعرف عن الطبيعة الحصينة والعميقة لموقع فوردو الواقع قرب مدينة قم، والذي بُني تحت طبقات من الصخور لمقاومة الهجمات الجوية والصواريخ الخارقة للتحصينات.

وتُعد هذه الضربة جزءًا من تحرك استراتيجي غير مسبوق تقوده واشنطن وتل أبيب ضد منشآت طهران الحساسة، وسط تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من عودة التوتر النووي إلى الواجهة بعد أسابيع من التصعيد العسكري المباغت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق