ضربات أميركية على قوارب مشتبه بها تُشعل توتراً إقليمياً وتثير مخاوف من مواجهة مع فنزويلا وكولومبيا

قسم الأخبار الدولية 29/10/2025
فجّرت الهجمات الأميركية الأخيرة على أربعة قوارب في شرق المحيط الهادئ، التي أسفرت عن مقتل 14 شخصاً، أزمة جديدة في القارة الأميركية وأعادت إلى الواجهة شبح المواجهة العسكرية بين واشنطن وكلٍّ من فنزويلا وكولومبيا. وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب أن الضربات جزء من «عملية واسعة لمكافحة تهريب المخدرات» بدأت في سبتمبر الماضي، لكنها أثارت انتقادات حادة داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب غياب الأدلة على تورط القوارب المستهدفة في أي نشاط غير قانوني.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن القوارب كانت تمر عبر «طرق معروفة لتهريب المخدرات»، مشيراً إلى أن الاستخبارات رصدت وجود طرود مشبوهة على متنها. غير أن وسائل إعلام أميركية مثل واشنطن بوست وصفت الهجمات بأنها «قرصنة في أعالي البحار»، في ظل غياب الشفافية حول طبيعة الأهداف. وذكرت تقارير أن الهجمات نفذت قبالة السواحل الكولومبية، لكن البحرية المكسيكية أكدت أن موقع الضربة كان أقرب إلى سواحلها، ما فاقم الجدل الإقليمي حول شرعية العملية.
وتزايدت الانتقادات مع إعلان الرئيس ترمب نيّته توسيع العمليات لتشمل ضربات برية على الأراضي الفنزويلية والكولومبية، في خطوة وصفتها المكسيك بأنها «انتهاك للسيادة» وطلبت توضيحات رسمية من واشنطن. من جانبها، حذرت كولومبيا من أن الخطوة قد تؤثر على التعاون الأمني القائم بين البلدين، بينما ندد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بما وصفه «ذريعة لتبرير حرب مفبركة ضد بلاده».
ويأتي التصعيد العسكري الأميركي في وقت أعلنت فيه واشنطن عن إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المنطقة، برفقة غواصة نووية ومقاتلات «إف-35»، ضمن أكبر حشد بحري منذ عقدين. واعتبر مراقبون أن هذه التحركات تتجاوز مكافحة المخدرات لتلامس الأهداف السياسية، خصوصاً في ظل العقوبات الأميركية على مادورو واتهامه بالإرهاب. وبينما تواصل الولايات المتحدة تبرير عملياتها بأنها دفاع عن أمنها القومي، تتسع المخاوف من أن يؤدي هذا النهج إلى صدام إقليمي غير مسبوق يهدد استقرار أميركا اللاتينية بأسرها.



