أخبار العالمالشرق الأوسط

صواريخ إيران وانتظار الرد الإسرائيلي.. هل يقع الأردن ضحية للمعارك بسبب موقعه الجغرافي؟

مع توسع رقعة الصراع في المنطقة، والقصف الإيراني لإسرائيل، وانتظار رد تل أبيب، يجد الأردن نفسه أمام مشكلة استخدام أجوائه سواء من طهران أو تل أبيب لقصف الطرف الآخر.

الأردن الذي أعلن سياسة النأي بالنفس، وطالب كل الأطراف بعدم استباحة أجوائه الجوية، وأنه لن يقف مكتوفي الأيدي أمام أي صواريخ تمر، يعيش في مأزق بسبب هذه الحالة، التي أشعلت الجدل بين عمان وطهران، لا سيما في ظل وجود اتفاقية عسكرية أمريكية أردنية.

وطرح البعض تساؤلات بشأن الصراع الدائر ومحاولة جر الأردن إليه، وإمكانية أن يكون ساحة للصراع الدولي في المنطقة، خاصة مع موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ووقوفه ضد إسرائيل، بحكم وصايته على المقدسات الدينية في مدينة القدس، والتوتر الدائم بين عمان وتل أبيب.

موقف أردني

وأبلغ الأردن كلا من إسرائيل وإيران بأنه لن يسمح بانتهاك مجاله الجوي، في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة “الغد” الأردنية عن مصدر أردني رفيع، نفيه لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الأردن سيفتح مجاله الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة إيران، حيث شدد المصدر على أن الأردن لن يسمح بانتهاك مجاله الجوي.

وفي وقت سابق، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إن الأردن لن يسمح لأي كان بانتهاك مجاله الجوي، وأضاف قائلا: “رسالتنا واضحة للإيرانيين والإسرائيليين بأننا لن نكون ساحة معركة لأحد ولن نسمح لأي كان بانتهاك مجالنا الجوي”.

رسائل مهمة

اعتبر نضال الطعاني، المحلل السياسي والبرلماني الأردني السابق، أن بلاده بوابة التسويات في المنطقة، وتدرك تماما الأخطار المحيطة بها، لا سيما في ظل قرب الانزلاق لحرب شاملة في الإقليم، ضمن مخططات إسرائيلية لإعادة رسم وتقسيم المنطقة سياسيا.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تسعى إسرائيل جاهدة لنقل نزاعاتها في الداخل إلى الخارج، ولا سيما إلى الأردن، في ظل حرب الدمار التي تقودها في قطاع غزة لأكثر من عام، والقصف والتدمير المستمر في جنوب لبنان، ناهيك عن التوتر مع إيران، ضمن برنامج سياسي إسرائيل توسعي، قائم على محاولة تهجير الفلسطينيين لدول الجوار، بما فيها الأردن.

ويرى أن الرسالة السياسية التي بعثها الأردن لإسرائيل وإيران، بعدم استعمال أجوائه، وجعل سمائه ساحة حرب، يؤكد أنه لن يسمح بانتهاك حدوده الجوية، والأردن مستعد للدفاع عن أرضه وأجوائه، إضافة إلى عدم سماحه بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية قضيتهم.

وقال إن الأردن يبذل قصارى جهده لعدم الزج بالمنطقة إلى حرب واسعة، ويساند كل الحلول السياسية التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وضمان وحدة الأراضي اللبنانية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والعودة للمباحثات السليمة التي من شأنها الحفاظ على أمن المنطقة.

إشكالية أردنية

في السياق، اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الضربات الإيرانية الموجهة لإسرائيل تمر من خلال المجال الجوي الأردني أو السوري، وأن هناك جدلا كبيرًا بين عمان وطهران بسبب هذه المسألة.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، ترى إيران أن الأردن عليها واجب تجاه القضية الفلسطينية ولا بد من أن يكون لها موقف إيجابي، فيما لا يريد الأردن توريط نفسه في معارك ليس مؤهلا لها، ولا يملك الرغبة في خوضها، معتبرًا أن بعضا من الصواريخ الإيرانية سقطت في الأردن بعد إسقاطها من قبل أمريكا والدول الأوروبية وإسرائيل.

وفيما يتعلق بإمكانية مشاركة الأردن في إسقاط الصواريخ الإيرانية، قال إن هناك اتفاقية عسكرية ما بين الأردن وأمريكا ومن الممكن أن تستخدمها واشنطن، ولا يمكن لإسرائيل منفردة أن تسقط كل هذه الصواريخ، بدون مساعدة أمريكا.

وفيما يتعلق بالرد المتوقع من جانب إسرائيل وإمكانية استخدامها كذلك أجواء عمان الجوية، قال إن الأردن عليه التعامل مع إسرائيل بنفس منطق التعامل مع الأردن، وأن يقوم بإسقاط أي صواريخ إسرائيلية متجهة إلى إيران، حتى لا يقع في جدل كبير مرتبط بهذه المسألة، وهو أمر محرج.

ويرى غباشي أن الأردن لديه إشكالية كبيرة في هذا النطاق، ويسعى لأن يكون على الحياد وعدم الانجرار لها، ومن المنطق أن يتعامل مع كلا الطرفين بنفس الطريقة، وألا يسمح باستخدام أجوائه لقصف أي دولة.

وكانت إيران قد أطلقت، يوم الثلاثاء الماضي، 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، وتناقل أردنيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو قصيرة لصواريخ في سماء المملكة، وأخرى لشظايا سقطت في مناطق متفرقة من البلاد، وأدى سقوط شظايا إلى إصابة أردنيين بجروح طفيفة، حسب وزارة الداخلية الأردنية.

فيما ذكرت مديرية الأمن العام الأردنية أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي الأردنية، اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.

من جانبها، أكدت الحكومة الأردنية أن موقف عمان “واضح ودائم بأنه لن يكون ساحة للصراع لأي طرف”، مشددة على أن حماية الأردن والأردنيين تعتبر مسؤولية الحكومة الأولى.

وجاءت تصريحات وزير الاتصال الحكومي الأردني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة وقصف إيران لإسرائيل، حيث أكد أن “أجزاء من الصواريخ الإيرانية سقطت في مناطق مختلفة من المملكة”، مؤكدا عدم وجود إصابات حرجة، بينما تم تسجيل 3 إصابات صنفت طبيا بأنها طفيفة. 

المصدر: وكالة سبوتنيك 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق