أخبار العالمأمريكا

صمت واشنطن الرسمي حول سد النهضة في اتصال روبيو وآبي أحمد يفتح باب التساؤلات حول جدية الوساطة الأميركية

أثار البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية بشأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية ماركو روبيو برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مساء الثلاثاء، تساؤلات واسعة، بعد أن خلا بشكل لافت من أي إشارة إلى قضية سد النهضة، رغم أنها تُعدّ من أبرز نقاط التوتر في منطقة القرن الأفريقي، ورغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة التي تحدث فيها عن التزام بلاده بحل الأزمة بين مصر وإثيوبيا.

ورغم أن بيان الخارجية الأميركية ركّز على قضايا “الاستقرار الإقليمي والإصلاحات الاقتصادية الإثيوبية وفرص الشراكة التجارية”، فإن غياب أي ذكر صريح للنزاع حول السد فتح الباب أمام تفسيرات عدة حول حقيقة موقف إدارة ترمب من هذه الأزمة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الاتصال على الأرجح لم يغفل الحديث عن السد، لكنه جرى التعتيم على التفاصيل لأسباب دبلوماسية.

ويرى ديفيد دي روش، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، أن تجاهل البيان الرسمي لقضية السد ربما يعكس رغبة الإدارة الأميركية في إبقاء المداولات سرية إلى حين تبلور موقف واضح، مؤكداً أن إدراج الحديث عن “استقرار المنطقة” يكفي لتأكيد أن النقاش لم يغفل النزاع المائي.

بدوره، ربط الصحافي المختص بالشأن الأميركي حسن عباس بين ما وصفه بـ”لغة التلميح” في البيان، وتصريحات ترمب السابقة التي عبّر فيها عن رفضه لتمويل الولايات المتحدة لمشروع يهدد مصالح حليف قوي مثل مصر، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي تحدث بوضوح عن خطورة النزاع، وحرصه على منع تصعيد قد يصل إلى مواجهة عسكرية.

وكان ترمب قد أثار جدلاً واسعاً خلال الأشهر الماضية بعد سلسلة من التصريحات القوية التي قال فيها إن الولايات المتحدة “موّلت سد النهضة بشكل غبي”، مشيراً إلى أن “مصر لن تستطيع أن تقبل بأضرار السد” وأن “واشنطن ستسهم في حل قريب للأزمة”.

وفي المقابل، التزمت أديس أبابا الصمت ولم تصدر أي بيان حول فحوى الاتصال، بينما اعتبر الصحافي الإثيوبي أنور إبراهيم أن تجاهل السد في البيان الأميركي قد يكون نابعاً من “اعتبارات بروتوكولية” أو بسبب استمرار الخلاف حول كيفية معالجته، مؤكداً أن إثيوبيا لا تزال ترفض المزاعم الأميركية بشأن تمويل المشروع.

أما اللواء المصري محمد عبد الواحد، الخبير في العلاقات الدولية، فرأى أن “إدارة ترمب تمارس مناورة سياسية معتادة، حيث تفصل بين خطابها العلني الداعم لمصر، وتحركاتها الدبلوماسية غير المعلنة مع إثيوبيا”، متوقعاً أن يشهد الملف تحركات أميركية أكثر وضوحاً في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب احتفال إثيوبيا باكتمال بناء السد.

ورغم كل هذا الغموض، لا تزال القاهرة تترقب أي إشارة أميركية حاسمة تعيد إحياء المسار التفاوضي المجمد، في ظل اقتراب المرحلة التشغيلية الكاملة لسد النهضة، وتفاقم القلق المصري بشأن أمنها المائي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق