صفقة القرن:دعم العدوان وإعطاء من لايملك لمن لايستحق!
واشنطن- الولايات المتحدة-29-1-2020
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، مساء أمس الثلاثاء، عن خطته المقترحة لـ”السلام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، زاعما أن “رؤيته توفر فرصة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ضمن حل الدولتين”.
وأضاف ترامب، أن القدس ستظل “عاصمة غير مقسمة لإسرائيل”، ومدينة آمنة ومفتوحة لكل الديانات،حسب قوله..
وادعى الرئيس الأمريكي أن “اليوم هو خطوة كبيرة نحو السلام”، مشيرا إلى أن رؤيته للسلام مختلفة تماماً عما طرح في الماضي، وهي تتكون من 80 صفحة، واصفاً إياها بأشمل خطة مقدمة حتى الآن.
ويرى ترامب أن خطته قد تكون “آخر فرصة” للفلسطينيين.
وفي تزوير مفضوح ووقح لحقائق التاريخ،وانحياز أعمى إلى الإحتلال وكذب على نفسه قبل غيره، قال ترامب إن على العالم الإسلامي أن يصصح خطأ ما ادعى أنه”مهاجمة إسرائيل سنة 1948، في حين أن العالم كله والأمم المتحدة وأحرار العالم جميعهم ليسوا على هذه الدرجة من السذاجة والسطحية التي عبر عنها ترامب ،ويعرفون حقيقة عصابات الإرهاب الصهيونية التي احتلت أجزاءً من فلسطين عام 1948، والحال أن أصحاب الأرض لا يزالون على قيد الحياة شهودا وشاهدين على المجازر التي ارتكبتها عصابات شتيرن والهاغانا وغيرهما، وتدمير مئات القرى الفلسطينية وتهجير سكانها العرب.
وقد أثارت هذه الصرعة السياسية الجديدة للرئيس الأمركي، موجة غضب واسعة في فلسطين حيث خرجت مسيرات منددة بالتواطؤ الأمريكي السافر مع عصابات الإحتلال الصهيوني في تحدّ صارخ للحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني.
ففي القدس، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الإحتلال قرب جامعة القدس ببلدة أبو ديس، وأطلق جنود الإحتلال قنابل الغاز والعيارات المطاطية تجاه المواطنين والطلبة.
وفي الخليل، أصيب عدد من المواطنين وطلبة المدارس بالإختناق، خلال قمع قوات الإحتلال مسيرة سلمية منددة بـ”صفقة القرن”.
وفي غزة، عمَّ الإضراب الشامل صباح اليوم، مختلف مناطق رفضاً لخطة ترامب الصهيو-أمريكية الهادفة إلى تدمير المشروع الوطني وتصفية القضية الفلسطينية. وشهدت مختلف مدن القطاع في ساعات الليلة الماضية وحتى ساعات فجر اليوم، مسيرات وتظاهرات عفوية، تعبيراً عن الرفض لما جاء في مقترح ترامب،حيث أشعل الشبان إطارات المركبات، وتوجه بعضهم إلى نقاط التماس الحدودية مع الإحتلال الإسرائيلي، تنديداً بالجريمة الأمريكية .
وفي رام الله، دعت القوى الوطنية اعتبار يوم الإعلان عن الصفقة الأمريكية يوم غضب شعبي وجماهيري واسع ردا على العدوان الأمريكي. وفي الأراضي المحتلة عام 1948، ينظم الطلاب والطالبات العرب الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، وقفة في مدخل جامعة تل أبيب الرئيسي ضد خطة ترامب.
وأصدرت الحركات الطلابية العربية في الجامعة بيانا جاء فيه: “نحن الطلاب والطالبات العرب الفلسطينيين جزء لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده ضد الإستعمار بجميع أشكاله، ولطالما كانت الحركة الطلابية عماد الفعل الثوري الفلسطيني ضد كافة المشاريع الإستعمارية التصفوية”.
في المقابل، رحبت مصر والسعودية والإمارات، بالخطة الأمريكية المزعومة للتسوية، التي تتضمن إبقاء مدينة القدس المحتلة “عاصمة غير مقسمة لدولة الإحتلال”..