أخبار العالمإفريقيا

صراع السلطة يتصاعد في جوبا بعد إيقاف ريك مشار عن العمل واتهامه بالخيانة وجرائم ضد الإنسانية

أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير مرسوماً رئاسياً أوقف بموجبه نائبه الأول ريك مشار عن العمل، في خطوة عكست عمق الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد. وجاء القرار بعد ساعات من إعلان وزير العدل جوزيف قينق توجيه اتهامات ثقيلة لمشار تشمل الخيانة والقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأوضح وزير العدل أنّ الاتهامات تتعلق بمزاعم تورط مشار وسبعة مسؤولين آخرين، بينهم وزير النفط السابق بوت كانغ تشول، في توجيه ميليشيا «الجيش الأبيض» العرقية لتنفيذ هجوم دموي على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل في مارس (آذار) الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 250 جندياً. وأضاف أنّ الهجوم تخللته «انتهاكات مروعة» للقانون الدولي الإنساني، شملت التنكيل بالجثث، واستهداف المدنيين، والاعتداء على العاملين في المجال الإنساني.

ويخضع مشار للإقامة الجبرية منذ مارس الماضي في ظل صراع متجدد على السلطة مع الرئيس كير. ورغم أنّهما شكلا حكومة وحدة وطنية بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2018 لإنهاء الحرب الأهلية التي حصدت نحو 400 ألف ضحية، فإن الخلافات بين الطرفين لم تهدأ، بل تصاعدت مجدداً لتضع مستقبل الاستقرار الهش في البلاد على المحك.

ويُنظر إلى القرار الأخير كخطوة قد تعمّق الانقسامات داخل النخبة السياسية والعسكرية في جنوب السودان، حيث يحتفظ مشار بولاء قاعدة واسعة من أنصاره وقواته السابقة. كما يثير التحرك مخاوف من عودة البلاد إلى دوامة العنف، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات التي كان من المقرر تنظيمها في عام 2024 وتم تأجيلها مراراً بسبب خلافات سياسية وأمنية.

ويرى محللون أن اتهام شخصية بحجم مشار بالخيانة وجرائم ضد الإنسانية قد يدفع الأزمة إلى مواجهة مفتوحة، في وقت تعاني فيه الدولة الوليدة من تحديات اقتصادية خانقة، وانقسامات عرقية حادة، وضغوط دولية متزايدة لدفع عملية السلام إلى الأمام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق