صحيفة لوموند الفرنسية: حراك “جيل زد” يهز المغرب ويضع الحكومة تحت الضغط

قسم الاخبار الدولية 03-10-2025
رصدت صحيفة “لوموند” الفرنسية، عبر تقرير لها، يوم الأربعاء، تصاعد وتيرة المظاهرات في المغرب، التي يقودها شباب من “جيل زد 212” احتجاجا على تدهور الأوضاع الاجتماعية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: “الحكومة المغربية، بعد أربعة أيام من الحراك، تحرّكت مساء الثلاثاء، ووعدت بالاستجابة “بشكل إيجابي” لمطالب المتظاهرين”.
“رغم دعوات المنظمين لضبط النفس، شهدت مدينة وجدة حادثا مأساويا، مساء الثلاثاء، حيث أُصيب شاب بجروح خطيرة بعد أن صدمته شاحنة تابعة لقوات الأمن، في واقعة وثّقتها مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي” بحسب الصحيفة نفسها.
وتابعت: “اندلعت أعمال عنف في عدة مدن، أبرزها إنزكان وآيت عميرة، حيث أُحرقت منشآت عامة وقُلبت سيارات، فيما انتشرت فيديوهات تُظهر مواجهات عنيفة ومظاهر تخريب في مناطق مختلفة”.
وأردفت: “في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، دعا رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، إلى وقف الاحتجاجات، محذّرا من “الانزلاق نحو المجهول”، محملاً الحكومة مسؤولية التدهور الاجتماعي الذي فجّر الغضب الشعبي”.
وبحسب “لوموند”، فإنّ: “عدد المعتقلين قد تجاوز 200 شخص، تم الإفراج عن أغلبهم، في حين تُحاكم مجموعة أولى من 37 موقوفاً بدءاً من 7 أكتوبر، بينهم ثلاثة وُضعوا رهن الاعتقال، بينما فُتح تحقيق آخر في الدار البيضاء بحق 18 شخصاً بتهمة “عرقلة حركة المرور”.
وفي سياق متصل، قالت الحكومة المغربية إنها تأخذ مطالب المحتجين على محمل الجد، بينما عبّر مشاركون في مسيرة بحي درب السلطان بالدار البيضاء عن رغبتهم في “العيش بكرامة” والحصول على خدمات صحية وتعليمية لائقة.
ووفق الصحيفة، فإن الحراك المفاجئ قد أربك السلطات المغربية، خاصّة مع استعداد البلاد لاستضافة كأس العالم 2030، إذ تسبّب الإعلان عن تخصيص أكثر من 5 مليارات دولار للبنية التحتية الرياضية في تأجيج مشاعر الاستياء من هشاشة الخدمات العمومية، خصوصا في الصحة والتعليم.
وكانت شرارة الغضب قد تجدّدت بعد وفاة عدد من النساء الحوامل أمام المستشفى الجهوي بأكادير، منتصف سبتمبر، في مشهد اعتبره شباب “جيل زد” مثالاً على الإهمال المؤسسي.
إلى ذلك، تبرز الصحيفة أنّ: “جيل زد، يمثّل نحو ربع سكان المغرب (تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً)، وتُقدَّر نسبة بطالة شباب المدن بنحو 50 في المئة. وقد دعا ممثلو الحركة في بيان نُشر على منصة “ديسكورد” إلى “بلد يخدم الفقراء والمرضى والعاطلين، لا النخبة السياسية”.
تجدر الإشارة إلى أنّ، قناة “جيل زد 212″، وفقا للصحيفة نفسها، انطلقت على “ديسكورد” يوم 18 سبتمبر، وتضم اليوم أكثر من 120 ألف عضو، بعد أن بدأت بأقل من ألف. وتستلهم الحركة أساليبها من احتجاجات شبابية في آسيا، وتعتمد على التنظيم الرقمي عبر المنتديات والتطبيقات دون قيادة مركزية أو دعم حزبي.
وفيما قارن البعض هذه التعبئة بـ”حركة 20 فبراير” عام 2011، أكدت “لوموند” أن الفارق الجوهري يكمن في استقلالية حراك “جيل زد”، ورفضه أي انخراط حزبي أو نقابي، حيث قوبلت محاولات بعض الزعماء السياسيين بالتشكيك والرفض.
وتسود حالة من الترقب داخل الأوساط السياسية، خصوصاً في صفوف المعارضة اليسارية، التي تتعامل بحذر مع الحراك. ونقل التقرير عن مصدر سياسي قوله: “مطالبهم هي نفسها مطالبنا، لكن خطابنا تجاههم يجب أن يكون محسوباً”.
ولم يُعلن بعد عن احتجاجات جديدة، إلا أنّ استطلاعا، نُشر صباح الأربعاء على “ديسكورد” طلب من المشاركين التصويت على مواصلة التظاهر أو تعليقه، بمشاركة أكثر من 20 ألف شخص، على أن تُعلن النتائج لاحقا.