صالح يعلن نهاية حكومة الدبيبة ويتهمها بتعميق الانقسام وتوريط ليبيا وسط رفض نيابي واسع لتغييرها

قسم الأخبار الدولية 19/05/2025
بدأ مجلس النواب الليبي في بنغازي، الاثنين، جلسة رسمية ناقش خلالها ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، بينما أكد رئيس المجلس عقيلة صالح أن حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة «منتهية» منذ سنوات، متهمًا إياها باستخدام العنف ضد المتظاهرين وتعميق الانقسام الوطني.
خلال كلمته في افتتاح الجلسة، وصف صالح ما جرى في طرابلس من مواجهات بين حكومة الدبيبة والمتظاهرين بأنه «مأساة وجريمة»، مطالبًا بمحاكمة المسؤولين عنها، وأكد أنه «لم يعد هناك مجال لاستمرار هذه الحكومة»، مشيرًا إلى قرار مجلس النواب بسحب الثقة منها في 2021، ودعا الحكومة إلى التخلي عن السلطة سواء طوعًا أو قسرًا.
اتهم صالح حكومة الوحدة بـ«فشل ذريع» في تحقيق الوحدة الوطنية، وزاد أن سلطتها محصورة فقط في مقرها وبعض شوارع طرابلس، متهما إياها بأنها ساهمت في تقوية الميليشيات المسلحة عبر دعمها مالياً، وارتكابها مخالفات تمس السيادة الوطنية، كما حملها مسؤولية تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية 2021.
في المقابل، أعلن 26 نائبًا من إقليم برقة رفضهم القاطع لأي محاولة لتشكيل حكومة جديدة خارج إطار التوافق السياسي، مؤكدين أن أي تغيير حكومي من دون مشاركة المجلس الأعلى للدولة يُعد «خرقًا واضحًا» للاتفاق السياسي الليبي.
في سياق متصل، انتقدت كتائب الثوار والمجلس العسكري في مصراتة الاجتماعات السرية بين مجلسي النواب والدولة والمجلس الرئاسي في طرابلس، ورفضت تشكيل حكومة «في الظل» أو تحت ضغوط ميليشيات، داعية إلى تغيير شامل لكل الأجسام السياسية، وحذرت من أن أي حكومة تُفرض دون توافق ستواجه دعم الكتائب لحكومة الوحدة كخط دفاع مؤقت.
بدوره، صعد خالد المشري، المتنازع على رئاسة مجلس الدولة، من انتقاده لحكومة الدبيبة، واصفًا تصريحات الأخير حول قتل المتظاهرين بأنها «جريمة موثقة» وخرق لمبدأ سيادة القانون، معتبراً أن الحكومة تدير الدولة بأسلوب فردي مدعوم بالعنف وليس بالقانون، واتهمها بدعم الميليشيات وتسليحها.
في المقابل، وصف رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد خطاب الدبيبة بأنه «محاولة بائسة لتزييف الواقع والتنصل من المسؤولية»، داعيًا الجميع للحفاظ على السلمية والابتعاد عن العنف.
في ظل هذه الانقسامات السياسية العميقة، يبقى ملف تشكيل الحكومة الجديدة وتعزيز الاستقرار السياسي أبرز التحديات التي تواجه ليبيا، وسط ترقب دولي ومحلي لكيفية تجاوز هذه الأزمة.