آسياأخبار العالم

شي يبرز أهمية دور البريكس في دفع التعددية القطبية والعولمة قبل قمة قازان

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) دور البريكس باعتبارها “ركيزة” في تعزيز عالم متعدد الأقطاب وتعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة، وذلك قبل الاجتماعات الرسمية للقادة في قمة بريكس 2024 في قازان بروسيا.

وقال شي خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة إن آلية البريكس هي المنصة الأكثر أهمية في العالم للتضامن والتعاون بين الأسواق الصاعدة والدول النامية.

تمثل قمة قازان أول اجتماع مباشر للبريكس منذ توسعت المجموعة في عضويتها العام الماضي في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا. وتشارك أكثر من 30 دولة في قمة هذا العام التي تستمر حتى يوم الخميس.

وقال شي لـ بوتين، الذي يرأس القمة، إنه يتطلع إلى إجراء مناقشات معمقة معه وغيره من القادة المشاركين الآخرين بشأن التنمية المستقبلية لآلية تعاون البريكس، من أجل ضمان المزيد من الفرص للجنوب العالمي.

وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي، فإن إحدى أهم أولويات رئاسة روسيا للبريكس هو دمج الأعضاء الجدد ضمن إطار البريكس. وتشمل مجالات التعاون العملي الأخرى تعزيز التجارة والاستثمار المباشر فضلا عن تعزيز التحول المتوازن والعادل إلى اقتصاد منخفض الكربون.

وقال وانغ لي، مدير مركز أبحاث تعاون بريكس في جامعة بكين للمعلمين، إنه من المتوقع أن تعمل دول البريكس على تعميق التوافق بشأن الاتصالات الاستراتيجية والتعاون العملي من أجل التنمية المستقبلية للمجموعة.

كما أعرب عن أمله في الانخراط المثمر بين مجموعة البريكس والجنوب العالمي الأوسع خلال القمة لتعزيز التنمية العالمية المشتركة والحفاظ على فعالية أنظمة الحوكمة متعددة الأطراف.

تتمتع قازان، عاصمة تتارستان وخامس أكبر مدينة في روسيا، بأهمية تاريخية وثقافية. وخلال اجتماعهما، أخبر شي نظيره الروسي بأنه منذ نحو 400 عام، كان طريق الشاي العظيم، الذي ربط البلدين، يمر عبر قازان، حيث وجدت أوراق الشاي من منطقة جبل وويي في الصين طريقها إلى العديد من الأسر الروسية.

كما تضم المدينة جامعة قازان الفيدرالية التي درست بها شخصيات بارزة مثل الكاتب الروسي ليو تولستوي والزعيم الثوري الروسي فلاديمير لينين.

وظهر اليوم تقريبا، وصل شي إلى مطار قازان الدولي، واستقبله مسؤولون روس. وقال عمدة قازان إلسور ميتشين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المدينة تشرفت باستضافة الزعيم الصيني.

واصطف حرس الشرف على جانبي السجادة الحمراء لتحية الزعيم الصيني، بينما قدم الشباب بالزي التقليدي ترحيبا حارا. ورافقت طائرات مقاتلة روسية طائرة شي قبل هبوطها.

وقال تيميرخان عليشيف، نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، متحدثا عن دور شي في الشؤون الدولية، “من المهم للغاية أن يكون لدينا في الوقت الحالي مثل هذا الزعيم الكبير الذي يمكنه تقديم مبادرات جديدة”.

وقال لـ ((شينخوا)) إن جميع المبادرات التي قدمتها الصين متجذرة في التعددية، ما يعزز التواصل والحوار على مستويات متعددة.

وأضاف “نرى أن الصين تبذل الكثير من الجهود لتطوير البريكس. لا توجد شروط مسبقة لتعاون البريكس… يمكن بدء الحوار على قدم المساواة مع الجميع”.

صاغ مصطلح “بريك” في البداية في عام 2001 جيم أونيل، كبير الاقتصاديين سابقا في ((جولدمان ساكس))، كمفهوم استثماري يشير إلى اقتصادات الأسواق الناشئة: البرازيل وروسيا والهند والصين. ومع انضمام جنوب إفريقيا في عام 2010، تشكلت “بريكس” رسميا.

وبعد التوسع الذي شهدته العام الماضي، أصبحت البريكس تمثل نحو 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونحو نصف سكان العالم وخمس التجارة العالمية. وفي مقابلة حديثة مع ((شينخوا)) قالت ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، “من حيث الناتج المحلي الإجمالي، تجاوزت دول البريكس بالفعل مجموعة الـ7 في الأهمية”.

وقالت خلال اجتماع مع بوتين اليوم في قازان “أعتقد أن اجتماع البريكس مهم للغاية… في الوقت الحالي، تحتاج دول الجنوب العالمي بشدة إلى التمويل. والشروط اللازمة للحصول عليه معقدة للغاية”.

ويرى المراقبون أن قمة البريكس فرصة لدول الجنوب العالمي للتعبير عن حاجاتها. وقالت فيكتوريا فيدوسوفا، نائبة مدير معهد البحوث والتنبؤات الاستراتيجية بالجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، إن التطور الديناميكي للغاية للبريكس والنمو في العضوية يوضحان الطلب على منصة لمعالجة القضايا العالمية.

وقالت إن “آلية البريكس لديها إمكانات هائلة في تعديل اختلالات التنمية العالمية المتراكمة على مدى السنوات الثمانين الماضية”.

وإلى جانب الدول الجديدة التي أصبحت أعضاء كاملة العضوية في الأول من يناير 2024، فإن أكثر من 30 دولة مثل تايلاند وماليزيا وتركيا وأذربيجان إما تقدمت رسميًا بطلب للحصول على العضوية أو أعربت عن اهتمامها، في حين تسعى العديد من الدول النامية الأخرى إلى تعاون أعمق مع المجموعة.

وقالت زوكيسوا روبوجي، الباحثة بجامعة والتر سيسولو في جنوب إفريقيا، إنه مع توسع نفوذها، اكتسبت البريكس جاذبية بين العديد من البلدان، خاصة في الجنوب العالمي، من خلال تقديم مزايا ملموسة لها.

وقالت “لا شك أن البريكس حققت قفزات ملحوظة في السنوات الأخيرة”. وأضافت أن البريكس توفر للاقتصادات الناشئة سهولة الوصول إلى الموارد المالية وفرصا أفضل للتجارة والاستثمار والتنمية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق