شطحات أردوغان وجنون الهيمنة
طرابلس-ليبيا-23-12-2019
بدأت الأطماع العثمانية في المنطقة العربية تظهر بتحرش تركيا وتدخلها في شؤون عدد من الدول العربية وانتهت بالتدخلات السافرة من أنقرة في الشأن الليبي حيث اتهم المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية الليبية، وبدأ الحذر مجددا من الدور التركي في المنطقة العربية، حينما بدأت تحذيرات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من تمادي تركيا في مخططها في أثناء كلمته خلال قمة تونس 2019.
وتزايدت وتيرة الأطماع التركية منذ2011 حين تغيرت الأوضاع الأمنية والعسكرية في الكثير من الدول العربية ومنح ذلك الأتراك فرصة للتوسع والبحث عن نفوذ في الدول العربية،لكن الوضع في ليبيا كان الأكثر تشجيعا للتدخل التركي .
وفي هذا الإطار ، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد ، أن بلاده ستزيد من الدعم العسكري لحكومة طرابلس الليبية التي يترأسها فائز السراج، إذا اقتضت الضرورة، وستدرس الخيارات الجوية والبرية والبحرية، فيما أعلن الجيش الوطني الليبي أن قواته احتجزت سفينة ترفع علم غرينادا ويقودها طاقم تركي قبالة سواحل ليبيا، بينما زار وزير خارجية اليونان، نيكوس دندياس، بنغازي والقاهرة، وسط توتر متزايد بين بلاده وتركيا.
وأفاد أردوغان بأن تركيا لن تتراجع عن الإتفاقين اللذين أبرمتهما مع حكومة السراج في طرابلس.
وفي السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن تركيا ستقف بجانب حكومة السراج.
يذكر أن البرلمان التركي، وقّع السبت الماضي على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري مع ليبيا، والتي اعتبرتها واشنطن “مذكرة استفزازية ومثار قلق للولايات المتحدة”.
وفي هذا الاطار، قال الخبير في الشأن الليبي ‘تميم علي’ في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز )اليوم الإثنين إن ادروغان اليوم في وضع سيء للغاية ، مذكرا بموقف الإتحاد الأوروبي الرافض للتدخل التركي إلى جانب موقف جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للقرار التركي “المتغطرس” وفق وصفه .
وأضاف الخبير ، أن ما يعلنه أردوغان من رغبة في دعم حكومة السراج ليس له علاقة بالشعب الليبي ولا بمستقبل الليبيين ومصلحتهم، كما يدعي، بل له علاقة بالحلم التركي في السيطرة على أوروبا من خلال الطاقة، والتحكم بإمدادات الغاز والنفط الواصلة إلى أوروبا عبر المتوسط.
وشدد تميم ، على أن الرئيس التركي اتجه إلى ليبيا كمحاولة أخيرة، لتحقيق حلمه في أن تصبح بلاده مركزا إقليميا للطاقة، حيث إن السيطرة على الحكومات تأتي من خلال التحكم في موارد الطاقة”، لافتا إلى أن الحلم التركي بنقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر سوريا أو عبر إيران نفسها قد تبدد بعد التطورات الأخيرة على الأراضي السورية، ولذلك يحاول أردوغان البحث عن منفذ له في المتوسط.
وأضاف: كلنا نعلم أن ليبيا خامس دولة في العالم تنتج الحجر الزيتي الذي يستخرج منه الغاز والنفط، وهذا الحجر هو مستقبل الطاقة وحلم الدول الكبرى المصدرة للنفط والغاز، وبسيطرته على ليبيا سيكون أحد اللاعبين الرئيسين في مستقبل الطاقة بالعالم”.
يشار إلى أن أنقرة وحكومة السراج ، قد وقّعتا الشهر الماضي، مذكرتي تفاهم بشأن التعاون الأمني، و”ترسيم الحدود البحرية”،حيث أعربت مصر واليونان وقبرص ومجلس النواب الليبي المنتخب، عن رفضهم المذكرتين، كما أعرب قادة دول الإتحاد الأوروبي، عن قلقهم إزاء الإتفاقيتين، بوصفهما انتهاكاً للحقوق السيادية لدولة أخرى، ولا تتفقان مع القانون البحري.
وكان وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، قد وصل الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، قادما من بنغازي لإجراء محادثات تتعلق بالأزمة الليبية.
وتباحث الوزير اليوناني مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الله الثني، كما التقى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وغير بعيد عن نفس السياق، أعلن الجيش الوطني الليبي اليوم ، إطلاق سراح سفينة على متنها طاقم تركي، بعدما جرى احتجازها، السبت الماضي ، قبالة ساحل درنة بالشرق الليبي.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أنه لم يتم العثور على أسلحة في السفينة ، حيث كانت تنقل شحنة دقيق من مالطا .
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المسماري قوله إن البحرية الليبية قامت باحتجاز السفينة “لأنها دخلت المياه الإقليمية الليبية دون إذن مسبق”.