أخبار العالمالشرق الأوسط

شروط إسرائيل للانسحاب من محور فيلادلفيا تفاقم التوترات وسط رفض فلسطيني ومصري

مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم (الخميس)، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) مرهون بأربعة شروط رئيسية، مما يزيد من التعقيدات المحيطة بتنفيذ الاتفاق الذي أُبرم بوساطة دولية.

إسرائيل تضع شروطًا معقدة للانسحاب

وفقًا لتصريحات كوهين، لن تنفذ إسرائيل انسحابها من المحور إلا في حال تحقيق المطالب التالية: إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، وإقصاء حركة “حماس” عن الحكم في غزة، ونزع سلاح الفصائل المسلحة، والسيطرة الأمنية الكاملة على القطاع. وتُظهر هذه الشروط توجهًا إسرائيليًا نحو فرض معادلة أمنية جديدة في غزة، تتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار ذاته، مما يهدد استمرارية المراحل اللاحقة من الاتفاق.

من جانبه، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن إسرائيل لن تتخلى عن المحور بالكامل، بل ستعمل على إبقائه “منطقة عازلة” على غرار المناطق الحدودية في لبنان وسوريا، الأمر الذي يشير إلى نوايا إسرائيلية طويلة المدى بشأن الإبقاء على وجود عسكري أو أمني في المنطقة.

محور فيلادلفيا.. عقدة استراتيجية في الصراع

يمتد محور فيلادلفيا على طول 14 كيلومترًا بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويعد الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية. لطالما كان هذا الممر محور نزاع بين مختلف الأطراف، حيث ترى إسرائيل أنه نقطة تهريب للأسلحة إلى القطاع، فيما تعتبره الفصائل الفلسطينية شريانًا حيويًا يربط غزة بالعالم الخارجي عبر معبر رفح، الذي يمثل المنفذ الوحيد لسكان القطاع.

وسيطرت إسرائيل على المحور بعد اجتياحها غزة في مايو 2024، وسط معارضة فلسطينية ومصرية، حيث اعتبرت القاهرة ذلك انتهاكًا لاتفاقيات كامب ديفيد والترتيبات الأمنية السابقة التي كانت تحصر الإشراف عليه بين السلطة الفلسطينية ومصر. كما رفضت الفصائل الفلسطينية استمرار السيطرة الإسرائيلية على المحور، معتبرةً ذلك امتدادًا للاحتلال ومحاولة لخنق غزة اقتصاديًا وأمنيًا.

اتفاق وقف إطلاق النار.. تعثر محتمل

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير 2024، وينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة في غزة على مدى ثلاث مراحل، كل منها تمتد 42 يومًا. كان من المقرر أن تبدأ إسرائيل انسحابها من محور فيلادلفيا يوم السبت القادم، في اليوم الأخير من المرحلة الأولى، على أن يُستكمل الانسحاب بالكامل خلال الأيام الثمانية التالية.

لكن الشروط الإسرائيلية الجديدة تثير تساؤلات حول مدى التزام تل أبيب ببنود الاتفاق، وسط اتهامات فلسطينية بأنها تسعى إلى التملص من التزاماتها عبر فرض وقائع جديدة على الأرض. وفي حال استمرار هذا التعنت الإسرائيلي، فقد يعرقل ذلك المراحل المقبلة من الاتفاق، ويدفع نحو إعادة التصعيد في القطاع.

ردود فعل وتحركات دبلوماسية

في ظل هذه التطورات، تسعى الأطراف الدولية، وخاصة مصر وقطر والولايات المتحدة، إلى احتواء الموقف وضمان تنفيذ الاتفاق كما هو متفق عليه. ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة ضغوطًا متزايدة على إسرائيل للالتزام بجدول الانسحاب، في مقابل تقديم ضمانات أمنية تلبي مخاوفها.

ومع ذلك، فإن إصرار إسرائيل على فرض شروط أمنية مشددة قبل الانسحاب يضع المفاوضات أمام اختبار صعب، قد يؤدي إلى تفكك الاتفاق برمته، خاصة في ظل رفض حماس وأطراف فلسطينية أخرى لأي ترتيبات لا تضمن السيادة الكاملة على غزة بعد انسحاب الاحتلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق