شبح الحرب الأهلية يخيم على ليبيا من جديد: ما حقيقة التحشيدات العسكرية غربي ليبيا

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 06-04-2025
سياسة اللاّحرب واللاّسلم تفشل في ليبيا
تحشيدات عسكرية بين ميليشيات تابعة رئيس الحكومة الغرب الليبي التابعة لعبد الحميد دبيبة واخرى ليست تحت سيطرته.
التحشيد العسكري في الغرب الليبي هو على التوالي:
جهاز الردع لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة
وجهاز المخابرات الليبية
وجهاز دعم الاستقرار
واخرى تتبع المجلس الرئاسي.
منذ فترة طويلة وليبيا تعيش حالة من المماطلة السياسية والمتدخلين الأجانب في الملف الليبي اتفقوا على أن تعيش ليبيا حالة اللاّسلم واللاّحرب الى أن يتم استنزاف الشعب الليبي وتركها في حالة هشاشة لأجيال قادمة فحالة اللاّدولة هو المخطط لكل الفاعلين الأجانب في ليبيا.
في الوقت الذي يترقب فيه الشعب الليبي حلا لمشاكلهم ولوضعية بلادهم وخاصة حقّهم في انتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل حكومة موحدة، عادت مشاهد التحشيد العسكري واستعداد المرتزقة والمليشيات للواجهة غربي البلاد إلى الواجهة، مثيرةً مخاوف حقيقية من انزلاق البلاد نحو جولة جديدة من الصراع المسلح والاقتتال الأهلي المغذى من الخارج.
وبحسب مصادر ميدانية فشبح الحرب الأهلية والقتل والجرائم يعود هذه الأيام لأذهان الليبين، فالغرب الليبي يشهد تحركات ميدانية متسارعة للتشكيلات والمليشيات المسلحة في مناطق متفرقة من طرابلس ومحيطها، مدعومة بتعزيزات عسكرية وانتشار أمني متزايد مفزع، أعادت إلى الأذهان كابوس الحرب الأهلية.
التحشيدات العسكرية للميلشيات وإمكانية إنزلاق الأوضاع
والكثير من الأسئلة تطرح اليوم وسط اضطرابات سياسية وتزايد الصراع على السلطة والنفوذ مع التحشيدات العسكرية المحمومة:
هل التحركات العسكرية في الغرب الليبي هي استعداد لمعركة وشيكة، أم مجرد رسائل ضغط على الأطراف السياسية؟
وهل أن الاستنفار العسكري يهدد المسار الانتخابي والاستقرار السياسي الهش؟
لا يختلف شخصان على أنه لا يوجد مسار انتخابي ولا مسار سياسي واقعي ولا مؤسسات حكومية موحّدة في ليبيا وأن التحشيدات التي نراها هذه الأيام في الغرب الليبي هي انعكاس لصراع النفوذ وتهدد لمستقبل الاستقرار في ليبيا وهذا لا يتمّ الاّ بإيعاز من قوى دولية وخارجية تظهر في خطاباتها وتصريحاتها انها تريد الاستقرار في ليبيا، ولكن أفعالها ومخططاتها عكس ذلك تماما، فالتحشيدات العسكرية الأخيرة التي تشهدها العاصمة طرابلس تدلّ على عمق الصراع على النفوذ السياسي والاقتصادي في ظل غياب مؤسسات موحدة وفعّالة وحكومة وطنية فعلا تريد المصلحة العامة لليبيين.
والملاحظ في هذه الفترة أن المليشيات المسلحة التي تستعرض قواها في طرابلس وتعمل على التحشيد الأقصى هي بالأساس تسعى إلى تعزيز مواقعها التفاوضية وردع خصومها، خاصة مع تغير موازين القوى بين المليشيات، فهناك مليشيات لها مخططات استباقية تحسّبًا لأي تطورات مفاجئة على الساحة السياسية أو الأمنية.
كما أنه هناك بعض المليشيات التي نراها اليوم تتحرك عسكريا في عملية استعراضية لا أكثر قد فقدت في الفترة الأخيرة “صيتها” ولم يسمع لها حسّ وبالتالي ها هي اليوم تتجمّع وتتحشد، وهذه التحركات أقرب إلى استعراض القوة وبعث رسائل سياسية موجهة إلى الداخل الليبي أو إلى الأطراف الإقليمية والدولية، تقول فيها أننا مازلنا أقوياء ويمكن الاعتماد علينا في الفترة المقبلة، ومع ذلك، فأن الهشاشة السياسية وغياب سلطة عسكرية موحدة قد يجعل أي مواجهة صغيرة قابلًا للتصعيد إلى اشتباك مسلح واسع النطاق أو الخروج عن السيطرة.
بإختصار شديد فالتحشيدات الحالية في طرابلس تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المناطق الغربية، خاصة مع تعدد المليشيات المسلحة واختلاف ولاءاتها، ما قد يؤدي إلى انزلاق خطير نحو العنف وخاصة ناقوس خطر الحرب الأهلية أصبح وارد جدا، في حال حدوث تصعيد أو تدخل أجنبي.
وفي سياق آخر تعتبر التحشيدات العسكرية الأخيرة التي تشهدها العاصمة طرابلس، هي بالأساس تعكس مساعي المليشيات المسلحة لبسط سيطرتها وهيمنتها على العاصمة، وهي عملية استفزازية لدبيبة الذي أصبحت أيامه معدودة على راس الحكومة الليبية.
فهذه المليشيات المسلحة تسعى إلى إثبات حضورها الميداني العسكري وإظهار قوتها العسكرية وأنها قادرة على امتلاك الميدان والسيطرة على الأرض.
والسؤال الذي يطرح:
اين دبيبة من هذه التحركات المليشاوية؟
كيف سيتدخل المجتمع الدولي في حالة اندلاع حرب أهلية؟
ما هو الدور التي ستلعبه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؟ وهل سيكون تدخلها مباشر لإحتواء الموقف؟
ما هو الدور التي ستلعبه القوى الفاعلة في الشأن الليبي؟
هل هذه التحشيدات العسكرية للمليشيات سيفتح الباب أمام تدخلات خارجية متزايدة، سواء من دول إقليمية أو أطراف دولية ترى في ليبيا ساحة لصراع النفوذ؟