“شاهد-238” مسيرات هجومية انتحارية خطيرة تعمل بمحركات نفاثة تستهدف كييف في هجوم ليلي هو الأعنف

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية 31-07-2025
بدأت روسيا في استخدام نسخة جديدة من المسيرات الإنتحارية “شاهد” التي صممتها إيران في هجمات واسعة النطاق ضد أوكرانيا، بما في ذلك موجة من الضربات تستهدف العاصمة كييف.
وبحسب موقع الدفاع الأوكراني “ميليتارني”، فإن الطائرة المسيرة الهجومية الإنتحارية – التي تم تحديدها باسم “شاهد-238” وأطلقت عليها روسيا اسم “جيران-3” – تم استخدامها خلال هجمات مشتركة بالصواريخ والطائرات بدون طيار في ليلتي 30 و31 يوليو.
هذا أول استخدام ميداني مكثف مؤكد لطائرة شاهد-238 في القتال، أُطلقت الطائرات المسيرة في إطار هجوم منسق، انخرطت فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية في مناطق متعددة.
وفي بيان، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، إن طائرة “جيران-3” تمثل تحديات جديدة بسبب سرعتها العالية وميزات طيرانها.
أوضح إهنات: ‘في الواقع، يبدو على الرادار كصاروخ كروز بناءً على معايير طيرانه، يمكن أن تتجاوز سرعته 500 كيلومتر في الساعة، مما يعني أن ليست كل الأنظمة التي نستخدمها حاليًا قادرة على اعتراض مثل هذه الأهداف”.
المسيرة الهجومية “شاهد-238”
تختلف طائرة “شاهد-238” عن سابقتها، طائرة “شاهد-136” ذات المراوح (المعروفة في روسيا باسم “جيران-2”)، في عدة جوانب رئيسية، و تزعم مصادر روسية أن الطائرة الجديدة مجهزة بمحرك نفاث، مما يمكّنها من الطيران بسرعة أكبر وعلى ارتفاعات أعلى.
ووفقًا لبيانات منشورة من مصادر دعائية روسية، يبلغ طول جناحي “جيران-3” حوالي ثلاثة أمتار، وطول جسمها 3.5 متر، ومسافة طيران قصوى تبلغ 9.1 كيلومتر.
وتبلغ مدة تحليقها المعلنة ساعتين، بوزن إقلاع يبلغ 380 كيلوغرامًا، وهو وزن أثقل بكثير من وزن “جيران-2” السابق الذي يُقدر بـ 250 كيلوغرامًا.
ظهرت أول إشارة معروفة لهذا النوع من الطائرات المسيرة في فبراير 2025، على الرغم من تكهنات بوجوده في الأشهر السابقة، في أواخر يونيو، عثرت القوات الأوكرانية على حطام طائرة مسيرة من طراز جيران-3 تحمل الرقم التسلسلي يو-36. ويشير هذا الاكتشاف، كما يقول المحللون، إلى إنتاج متسلسل محدود لهذه المنصة داخل روسيا.
وعلى النقيض من نماذج شاهد السابقة، التي تنتج همهمة محرك مميزة، فإن جيران 3 يصدر صوتًا أكثر اتساقًا مع الدفع النفاث، مما يعقد عملية الكشف المبكر والتعرف الصوتي.
قال إهنات: “الصوت مختلف بشكل ملحوظ، إنه صوت طائرة بدون طيار تفاعلية، وليس طائرة ذات مراوح.”
تكتيكات الطائرات المسيرة الروسية المتطورة
تشير تكتيكات الطائرات المسيرة الروسية المتطورة إلى سعيها لإغراق شبكة الدفاع الجوي الأوكرانية متعددة الطبقات من خلال إدخال أهداف تطمس الخط الفاصل بين الطائرات المسيرة وصواريخ كروز منخفضة التحليق. هذه الطائرات المسيرة الأسرع تقلل من مساحة رد الفعل المتاحة للمدافعين وتزيد الضغط على احتياطيات الصواريخ ومشغلي الرادار.
منذ استخدام صاروخ “شاهد-136” لأول مرة أواخر عام 2022، اعتمدت القوات الروسية على الذخائر المتسكعة لضرب البنية التحتية الأوكرانية والمنشآت العسكرية والمراكز السكانية.
ويعكس ظهور نسخة تعمل بمحركات نفاثة تقدمًا تقنيًا، حتى مع استمرار روسيا في تكييف التقنيات المستوردة والمجمّعة محليًا لقدراتها الهجومية بعيدة المدى.
ويشير مراقبو الدفاع الأوكرانيون إلى أنه في حين أن صاروخ جيران-3 لا يغير التوازن الاستراتيجي بشكل جذري.
فإن سرعته وملامحه الرادارية قد تجعل اعتراضه أكثر صعوبة، وخاصة في الأسراب أو عند استخدامه بالتزامن مع وابل من الصواريخ المجنحة.