أخبار العالمإفريقيا

سيطرة «الدعم السريع» على حقل هجليج تعيد تشكيل موازين الصراع وتعمّق الأزمة الاقتصادية في السودان

بسطت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على حقل هجليج النفطي، أكبر منشأة لإنتاج ومعالجة النفط في السودان، بعد معارك امتدت إلى عمق ولاية غرب كردفان و«حزام النفط» الذي يُعد أحد أهم الممرات الاستراتيجية في البلاد. وأعلنت القوات سيطرتها على اللواء 90، وهو آخر مواقع الجيش السوداني في الولاية، ما دفع القوات الحكومية وعاملي شركات النفط إلى الانسحاب داخل حدود دولة جنوب السودان.

ويمثل حقل هجليج نقطة ارتكاز اقتصادية وجيوسياسية بالغة الأهمية؛ فهو المحطة الرئيسة لمعالجة نفط جنوب السودان قبل ضخه عبر الأنابيب إلى موانئ التصدير على البحر الأحمر، مما يجعل سيطرته عاملاً ضاغطاً ليس فقط على الخرطوم، بل أيضاً على جوبا التي تعتمد إيرادات النفط في تشغيل ميزانيتها بنحو كبير. ويقع الحقل في أقصى جنوب إقليم كردفان، وهو إقليم غني بالموارد المعدنية، خصوصاً الذهب، إضافة إلى امتلاكه بنية تحتية نفطية حيوية تتيح لمن يسيطر عليها كسب تفوق عسكري واقتصادي.

وجاء هذا التطور في وقت يشهد السودان واحدة من أعنف مراحل الحرب الدائرة منذ 2023، وسط انهيار واسع في الخدمات وتراجع قيمة العملة وشح في المواد الأساسية. وتثير السيطرة على هجليج مخاوف من اتساع رقعة الأزمة الاقتصادية، سواء بفقدان الحكومة لأحد أهم مصادر الدخل، أو بتأثر دولة جنوب السودان نفسها في ظل توقف تشغيل الحقل أو عدم استقراره.

ويؤشر هذا التحول إلى تبدل جديد في موازين القوة على الأرض، إذ لم يسبق أن سيطرت فصائل غير حكومية على منشأة نفطية بهذا الحجم منذ انفصال جنوب السودان. وقد يدفع المشهد الإقليمي والدولي إلى تحركات دبلوماسية عاجلة للحد من التصعيد في مربع النفط، بالنظر إلى حساسية المنشآت ودورها في استقرار المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق