سياسيون:لقاء الغنوشي بأردوغان هتك للأعراف الدبلوماسية ومس بالسيادة التونسية
إسطنبول – تركيا – 13-01-2020
شهدت مدينة إسطنبول التركية، أمس الأول السبت، لقاء مغلقا بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، في المكتب الرئاسي بقصر دولمه بهتشه.
ولم تذكر المصادر الرئاسية التركية، تفاصيل أكثر حول اللقاء الذي جرى بعيداً عن وسائل الإعلام.. . وفي هذا السياق، اجتمع،أمس الأحد، فائز السراج بالرئيس التركي.
وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، فإنه من من المتوقع أن يلتقي السراج وتأتي الزيارتان في ظل الحديث الإقليمي والدولي حول اتفاقية التعاون الدفاعي والعسكري التركي الليبي، وإرسال أنقرة قوات لها إلى ليبيا.
ويجمع عديد المراقبين أن الزيارتين تتعلقان أساسا بتطور الأوضاع على الساحة الليبية خاصة بعد تضييق الخناق على جماعة”الإخوان المسلمين” المستقوية بالميليشيات المسلحة بالعاصمة الليبية،في محاولة من الثلاثي أردوغان والغنوشي والسراج إنقاذ “الإسلام السياسي” في آخر معركة له في شمال إفريقيا.
وفي تونس أثارت زيارة الغنوشي المفاجئة إلى تركيا مباشرة بعد رفض البرلمان التونسي حكومة الحبيب الجملي الذي عينته حركة النهضة ذات التوجه الديني الإخواني،ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، كما حفلت مواقع التواصل الإجتماعي عبر فيسبوك بتعليقات منددة بهذه الزيارة “التي رُتبت في جنح الظلام” ورأى الكثير من المعلقين أنها قد تقحم البلاد في محاور خطيرة على الأمن القومي التونسي،فيما اعتبرها آخرون استهتارا بمؤسسات الدولة وبخاصة ما يتعلق بالسياسة الخارجية التي هي من صلب صلاحيات رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية.
وعلق محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس على زيارة الغنوشي المفاجئة واستقباله من قبل الرئيس التركي أردوغان في جلسة مغلقة،قائلا:”ذهاب الغنوشي إلى إسطنبول لمقابلة أردوغان مباشرة بعد سقوط حكومة النهضة في البرلمان كما ذهب في مناسبات مماثلة، يؤكد مرة أخرى بما لا مجال للشكّ فيه أن قرار حركة النهضة مرتبط بتوجيهات تركيا”.
وأضاف: “طبعا سيخرج علينا من سيبحث عن عذر أقبح من ذنب، هذا الإرتهان اللاوطني العلني، ليقول مثلا إنه ذهب هناك لبيع صابة زيت هذا الموسم والموسم المقبل أيضا.. ولا مانع عند الأتراك من شراء بعض زيتنا إذا كانت النتيجة تزييت أقفال قرارنا الوطني.. ولكن هيهات.
فهذا الوطن عصي على الغزاة”. ودعا مرزوق “أعضاء مجلس نواب الشعب الأحرار إلى أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن أن تتحول مؤسسة رئاسة مجلسهم في شخص رئيس المجلس إلى حالة تبعية لدولة أجنبية؟”معتبرا ذلك ” سبب إضافي لإحداث تغيير في رئاسة المجلس”.
وأضاف محسن مرزوق أنه يمكن”للسيد الغنوشي أن يذهب للقاء زعيمه التركي متى شاء ولكن بصفته الشخصية أما صفة رئيس البرلمان المؤتمن على سيادة الشعب، فهذا غير مقبول ويجب ألآّ يتواصل”.
ن جهته،اعتبر عضو مجلس نواب الشعب عن حزب تحيا تونس،مبروك كرشيد، أن زيارة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي إلى تركيا قد هتكت الأعراف الدبلوماسية ومست السيادة التونسية.
وقال كرشيد في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، أمس الأحد: “ليس مسموحا للغنوشي الإلتقاء بالرئيس التركي منفردا بدون حضور السفير التونسي، مشددا على أنه من حق الدولة التونسية أن تعرف ما دار في هذه الزيارة التي وقعت بعيدا عن رقابتها”.
وأوضح أن رئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يمكنه أن يعقد اجتماعا منفردا برئيس دولة أجنبية. وتابع كرشيد “إن توجيه دعوة إليه (الغنوشي) من الرئيس التركي لابد أن تمر عبر مؤسسات الدولة ويجب أن يخطر بها بصفة رسمية مكتب المجلس حتي إذا كانت الدعوة وجهت إليه بصفة حزبية أو شخصية، فهو رئيس مجلس النواب وهي الصفة التي ستلازمه ما ظل رئيسا له”.
ومن جانبها، قالت النائب بمجلس نواب الشعب عبير موسي، إنّ رئيس البرلمان راشد الغنوشي تحدّى المطالبة بعقد جلسة حوار و مساءلة عاجلة، لوزيريْ الخارجية و الدفاع، إثر زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الأخيرة، إلى تونس، وقام بزيارة تركيا و لقاء أردوغان في جلسة مغلقة.
وعبّرت “موسي” عن استغرابها من حضور رئيس البرلمان في اجتماع مجلس الأمن القومي و اطلاعه على خطط أمنية و عسكرية، ثم برمجته لجلسة مغلقة مع الرئيس التركي في نفس الفترة، مشيرة إلى أنّ الدولة التونسية مُخترقة و الأمن القومي التونسي في خطر، حسب تعبيرها.
و جدّدت “موسي” المطالبة بسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب،التي تُعد الوسيلة الوحيدة المُتاحة، لمساءلة راشد الغنوشي.