سياسيان: التوصّل إلى حلّ في ليبيا يبدأ بالتخلّص من المرتزقة
نظّم المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية ملتقى إقليميا، بخصوص، ‘مأزق المرتزقة بليبيا، تداعياته على الأمن والسلم الإقليميين”.
استهلت رئيسة المركز، الدكتورة بدرة قعلول، أشغال الملتقى الذي دار مدة يومين، وأشارت إلى متانة العلاقات التونسية- الليبية وإلى أهمية تنظيم هذا الملتقى في وضع إقليمي ودولي متوتّر بفعل جائحة كورونا وما خلّفته من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة
الحبيب بن يحي: الحلول بيد الشعب الليبي وليست مرتبطة بأي عنصر خارجي
ومن جهته، قال الحبيب بن يحيى، الأمين العام السابق لاتحاد المغرب العربي الليبي، إنّ تونس كان لها في كلّ المناسبات اهتماما واضحا وبرزت كفاعل ايجابي بالملف الليبي،الذي أُثبت أنّ قوى خارجية تُحرّكه.
وأشار بن يحيى إلى أنّ الحلول بيد الشعب الليبي وليست مرتبطة بأي عنصر خارجي، لذلك يجب المسارعة الى القيام بحوار ليبي – ليبي، وتوظيف كل الامكانيات المقدور عليها حتى يتمّ ابعاد كل التّدخلات التي من شأنها أن تزيد الأوضاع سوءا في الملف الليبي والتعويل على تونس لتلقي الدعم في هذا الخصوص.
كما شدّد بن يحيى على خصوصية القضية الليبية وضرورة إستبعاد الأطراف الأجنبية وغلق كل الفرص التي تمكّنها من السيطرة والتحكّم في مصير الشعب الليبي، فالقضية الليبية هي قضية مغاربية، ويجب العمل عليها في إطار مغاربي – تونسي – ليبي، ودعا الى الإسراع في إيجاد الحلول الليبية والسعي لدرء التدخلات الخارجيّة في الشأن الداخلي.
وأشار بن يحيى إلى أنّه وُجِب الاستئناس بقرارات مجلس الأمن والقرارات الأممية المسجّلة لكنّ الأهم أن يعود القرار في الأخير إلى الشعب الليبي، مشدّدا على ضرورة التوصّل لحلّ ليبي-ليبي.
وختم بالقول: ” الحل بين أيديكم في هذا المؤتمر لتقديم كل الخطوات التي ستأتي بنتائج مفيدة لكلّ شعب ليبيا الشقيقة بدون شروط، لكن بصداقة العلاقة التاريخية بين الشعوب المغاربية وخاصّة لدعم ليبيا الشقيقة، وحتى تكون ليبيا دولة قويّة كسابق عهدها لابدّ من أن تنبع الحلول من الداخل الليبي وتغليب المصلحة الوطنية فوق كلّ الاعتبارات”.
المستشار الخاص لرئيس النيجر سليم مقدّم: من هم المرتزقة؟
ومن جهته، تساءل المستشار الخاص لرئيس النيجر، سليم مقدّم حول المرتزقة: “هل يعملون كشركات خاصة أم أنهم يعملون بصفة عادية ضمن الجيوش النظامية أم أنهم يعملون في إطار عقود محددة الآجال أم لا؟”.
وأشار مقدّم الى أنّ مسالة المرتزقة تدخل في إطار ما يسمّى بعصرنة الصراعات ، ومن أجل تحقيق السلام فالدول تسعى إلى تخصيص العائدات المالية للدفاع، موضّحا أنّ المفهوم التقليدي للحروب الدولية يقوم على مبدأ “في وقت ما، الكلّ معنيّ بالحرب ..”وهذا ما يعكس صورة الواقع الذي تعيشه ليبيا اليوم.
وحول ملف المرتزقة، شدّد المقدّم على أن الملف يقوم أساسا على سياسة العرض والطلب (موفّر للخدمة ومستفيد منها)، مؤكدا على تغير علاقة الدولة بالعناصر العسكرية بسبب هذه الشركات القتالية الخاصّة.
وبيّن المقدّم أنه للإجابة على دور الدولة في فرض سيادتها لا بدّ من التعمّق في جوهر التحليل والدراسات بطريقة دقيقة لتحديد الأطراف المتداخلة في هذا المشهد.
وأكّد المقدّم أنّ الحرب هي تواصل بسيط للسياسة لكن بطرق أخرى، فغاية الدول الأساسية هي الربح وفرض السيادة لحماية سكانها وأمنها الإقليمي والوطني، موضّحا وجود عديد الدول التي لجأت إلى الميليشيات ذات الطابع الديني، وفي المقابل هناك دول لجأت إلى عناصر مأجورة مقابل مبلغ مالي وفي هذه الحال تتخلى الدول على سيادتها لصالح هذه الشركات الخاصة.
وشدّد المستشار المقدّم على أهمية الملتقيات الإقليمية ودورها الكبير في إيجاد حلول لمثل هذه الإشكاليات، اذ يجب طرح حلول ودراسات حول مسألة المرتزقة بطريقة معمّقة وضرورة وضع استراتيجيات هادفة.