سياسة تغيير جلد الأفعى..
تونس:31-07-2021
حفلت مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” بتونس وبالوطن العربي، بتعليقات ومواقف مؤيدة للإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد لانقاذ البلاد من أخطبوط الفساد والتسلّط والتغوّل وتمرير الأجندات المعادية للشعب باستغلال الدين، فيما حاولت أبواق جماعة الإخوان ترويج الشائعات والتشكيك وتوزيع الاتهامات على كلّ من يرى في اجراءات الرئيس قيس سعيد انقاذا للبلاد.
وفي هذا الإطار، جاءتفي عديد الصفحات على موقع الفيسبوك تدوينات تحذّر من خطر محاولات حركة النهضة الاخوانية المستميتة في تبييض شقّ منها على أساس أنّه ضدّ تصريحات رئيس الحركة ورئيس مجلس النواب المجمّد راشد الغنوشي وضدّ خياراته التحريضيةعلى ارادة الشعب.. وهذا طبعا كذب ونفاق.
ومن أوجه المحاولة الفاشلة مسبقا، أنّ هذه القائمة التي تسمّى “شباب النهضة” الذين يدّعون مطالبة الغنوشي بالابتعادعن التعنّت وعدم اعتماد أسلوب التصعيد ، وتغيير الدائرة المضيقة للشيخ من قيادات النهضة وتعويضها بوجوه أخرى اكثر قربا من الشعب التونسي..
عند قراءة القائمة المنادية بما سبق، وإن كنّا نعرف بعض أسمائهاوممارساتها.. والصدق أنهم ظلّوالآخر لحظة في حوزة شيخهم الغنوشي حتى حين تجميد البرلمان.. فسبحان مغيّر الأحوال،أصبحوا فجأة ينتقدون مواقف الغنوشي المتشنّجة وخياراته ويدعون النهضة لتكونأكثر قربا من الشعب.. فهل تذّكروا الشعب في هذه اللحظة وهم الذين تناسوه طيلة عقد من الزمان؟
نأمل حقا أن تكون هناك صحوة جدية لدى قواعد النهضة وادراك لما آلت اليه أوضاع البلاد طيلة السنوات الماضية تحت الحكومات المتتالية التي شكّلتها النهضة.
ولكن عوّدتنا النهضة على الخداع وأسلوب الطقيّة وتقسيم الأدوار بين عاقل وسفيه، لذلك لا يمكن قراءة هذه الأصوات سوى أنّها فزعة من انكشاف وسقوط النهضة ومحاولة لإيهام الرأي العام عبر هذه الانتقادات بأنّ هناك من لا يوافق الغنوشي على ما أوصل اليه البلاد.
ونفس الأسلوب نلاحظه في وسائل الإعلام، حيث يتم استدعاء وجوه معينة من النهضة كسمير ديلو وتصويرهم على أنّهم صوت الحكمة والعقلانية والقرب من الشعب داخل النهضة ، فلم ينس التونسيون صور ديلو في ليبيا مع السلاح كما لا ننسى ترأسه وزارةحقوق الإنسان والعدالة الانتقاليةفي حكومة الترويكا وكيف كان يستميت مبرّرا لتجاوزات النهضة وقتها.. وإذا كان فعلا صاحب موقف فلم لم يوقّع على عريضة سحب الثقة من شيخه؟
كلّ هذه المحاولات وإن حاولت تبييض شقّ من النهضة وإلقاءاللّوم على شقّ اخر وهذا في إطار تغيير النهضة لجلدها كما تفعل الحيّة تماما .. ولكنّ الأصل باق ولا يتغيّر..
حركة النهضة الاخوانية ادعت الاعتدال عند ترشحها ولكنّ التاريخ لا يرحم ولا ينسى فهم لا يؤمنون بالدولة المدنية ويتلونون كالحرباء فهم في سبيل أهدافهم يتحالفون مع الشيطان فل يراجع تاريخهم لاستجداء الحقيقة التي يلعبون على اخفائها وتزيينها .
وكما يقول المثل التونسي: ” بابا منين هاك العرّيف .. قالو من هاك الشجرة.” لن تنطل الحيلة مرّة أخرى على الشعب التونسي الذي أصبح كاشفا لألاعيبهم القذرة .. وعاشت تونس حرّة أبية ولا مكان للإخوانية.